الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف الطالب إذا وقع نظره على أستاذته أثناء كتابة الدرس

السؤال

أفتونا جزاكم الله خيرا وزادكم من فضله: أنا في الجامعة أدرس عند نساء، والدراسة على السبورة بالكتابة أي الأستاذة تكتب الدرس في بعض الأحيان ونقوم بتبيين لقاعدة من القواعد التي نعمل بها، وذلك التبيين يحتاج إلي متابعة الأستاذ في المراحل التي تمر بها إلى أن يصل إلى النتيجة، كما أن الأستاذة تمحو السبورة بسرعة مما يضطرني إلي كتابة الدرس عند تواجد الأستاذة في القاعة، مع العلم أن السبورة نصفان نصف عن اليمين ونصف عن الشمال، وإذا كانت هي الجهة الشمال من السبورة يمكنني أخذ الدرس الذي كتبته من الجهة اليمني ولا أراها، وسؤالي من فضلكم: هل يجوز لي وضع يدي على وجهي بحيث أغطي بها لأتمكن من متابعة التبين للقاعدة مع العلم أنه لا يبقي من الأستاذة سوى يدها؟ وهل يجوز لي النظر إلي حذاء الأستاذة لتحديد مكانها؟ وهل هي على اليمين أو الشمال لتجنب ما هو أعظم من ذلك، فالنظرة سهم مسموم وأخاف أن أصاب بنظرة فجأة فأخسر ديني؟ أم الأفضل في حالتي ترك ذلك كله والانتظار حتي ينتهي الدرس لأخذ الدرس من زملائي، مع العلم أن ذلك يجعلني أخسر وقتا كثيرا في البحث عمن يعطيني؟ وهناك الكثير يريد تحضير الدرس ولا يريدون إعطاء كراساتهم وكتابة الدرس وفهمه، مع العلم أن الحضور في الدروس إجباري والجامعة التي أدرس فيها الأقل اختلاطا في بلادي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في كتابة الدرس وقت كتابة الأستاذة له، وإذا وقعت عينك على ما لا يجوز فاصرف نظرك عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. كما في السنن عن علي رضي الله تعالى عنه.

والمقصود هنا بالنظرة الأولى نظرة الفجأة، كما هو مبين في حديث جرير ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.

وأما نظر الحذاء أو ما ليس بعورة: فلا حرج فيه مالم تكن فيه فتنة، وينبغي أن تقتصر في نظرك على ما تدعو إليه الحاجة فحسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني