الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ...)

السؤال

ما المقصود بالآية رقم 9 في سورة الزمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اله وعلى آله وصحبه أما بعد:

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره (4/61): يقول الله -عزَّ وجلَّ-: أمَّن هذه صفته كمن أشرك بالله وجعل له أنداداً، لا يستوون عند الله. اهـ.

وذكر في تفسير القانت عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: القانت المطيع لله -عزَّ وجلَّ- ولرسوله، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: آناء الليل: جوف الليل، وقال الحسن وقتادة : آناء الليل: أوله، ووسطه، وآخره.

وقوله سبحانه: يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ. أي: في حال عبادته خائف راجٍ، ولابد في العبادة من هذا وهذا، وأن يكون الخوف في مدة الحياة هو الغالب عليه. اهـ.

وذكر ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن ابن عمر -رضي الله عنهما- في هذه الآية: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ... قال: ذاك عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

وقال ابن كثير: وإنما قال ابن عمر رضي الله عنهما ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- بالليل وقراءته، والآية عامة في كل قانت.

وقوله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أنداداً ليضل عن سبيله.

وقوله: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ. أي: إنما يعلم الفرق بين هذا، وهذا من له لب وهو العقل. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني