الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر المسلم المقيم على المعصية

السؤال

يا شيخ لدي سؤال وهو كالتالي: ما رأي فضيلتكم بشاب متدين يقوم بالافترار آخر اليل في سيارته ويركب معه شباب غير متدينين ويقعون في الغيبة وأعراض الناس والضحك والقهقهة، وهذا الشاب المتدين يقوم بالافترار إلى قرابة الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة صباحا، وبعدها يقوم بالنوم إلى صلاة المغرب ولا يصلي الظهر والعصر، بل يقوم قبل أذان المغرب بدقائق معدودة ويقوم بجمع صلاة الظهر والعصر، ومع العلم يا شيخ بأن هذا الشيخ إمام مسجد، وكذلك هو على هذا الحال أكثر من ثمان سنوات، وأيضا لدينا الشباب من طلبة العلم يلحون عليه بالنصح الشديد ولكن من دون فائدة واستخدمت معه كل السبل، وفي النهاية يرد على جميع الناصحين له ويقول لهم لا أحد يعنيه أمري، فأنا منذ زمان هكذا، وفي النهاية قرر أكثر الشباب هجر هذا الشخص لمصلحته لعله يفيء إلى أمر الله، فهل فعل الشباب في هذا الشخص صحيح؟ أم هم آثمون لهجرهم له؟ أفتنا يا شيخ جزيت خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هؤلاء الشباب قد نصحوا هذا الرجل ولم يستجب فلا حرج عليهم في هجره ولا سيما إذا كان يرجى بذلك رجوعه إلى الصواب، جاء في الفروع لابن مفلح: ونقل حنبل: إذا علم من الرجل أنه مقيم على معصية لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع، وإلا كيف يبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرا عليه، ولا جفوة من صديق.

وقال ابن الجوزي: اعلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث، إنما هو فيما يكون بينهم من عتب وموجدة أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحو ذلك.

لكن إذا علموا أن هجره لا يفيد في رده إلى الصواب، وإنما الأنفع له مداومة نصحه فالأولى حينئذ ترك الهجر ومداومة نصحه، وانظر الفتوى رقم: 14139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني