الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكافر إذا أسلم واستمر يأكل لحم الخنزير

السؤال

أحد الأشخاص قمت بدعوته إلى الإسلام وهو يرغب في الدخول في الإسلام وهناك مشكلة تواجهه وهو أنه يحب أكل لحم الخنزير بطريقة مبالغ فيها حتى إنه يقول لي إنه لا يستطيع الاستغناء عنه، ومن المعروف أن لحم الخنزير محرم وإذا أكله فإنه يكون قد ارتكب ذنبا سوف يحاسبه الله عليه، ولذلك سؤالي هو: ما حكم هذا الرجل إذا أسلم واستمر في أكل لحم الخنزير؟ وهل تجوز له الصلاة والصيام وقضاء فروض الإسلام في هذه الحالة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على هذا الشخص أن يبادر بالدخول في الإسلام قبل أن يباغته الموت، فإنه إذا أسلم وذاق طعم الإيمان فسيترك كل الخبائث والمحرمات ومنها لحم الخنزير، وعليك أن تبين له أن هذا الدين إنما جاء لإسعاد الناس في هذه الحياة وما بعدها، وأنه لم يحرم شيئا من الطيبات، وإنما حرم الخبائث التي تفسد صحة الإنسان وماله وأخلاقه، وقد ذكرنا بعض الحكم من تحريم لحم الخنزير في الفتاوى التالية أرقامها: 9791، 26912، 103531.

فعليك أن تبين له ذلك بالحكمة، ومع ذلك فإذا استمر على أكله بعد إسلامه فإن ذلك خير من بقائه على كفره، لأنه إذا مات على الكفر كان مخلدا في النار ـ والعياذ بالله ـ وإذا استمر على أكل الخنزير بعد دخوله في الإسلام كان عاصيا لله وهو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وإذا أسلم فإنه يجب عليه أن يصلي ويصوم مع فعل جميع فرائض الإسلام.. ومن شروط صحة الصلاة الطهارة من الحدث ومن الخبث، والخنزير خبث نجس، فوجوب الصلاة يتضمن وجوب تجنب الخنزير ولو لم يرد النهي عن أكله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني