الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نطق الممثلين بكلمة التوحيد والأذكار في أعمالهم الفنية

السؤال

هل ما يفعله الممثلون في المسلسلات من قولهم لا إله إلا الله وغير ذلك من الأذكار وتمثيل الصلاة وقراءة القرآن يدخل في قوله تعالى: الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نطق بعض الممثلين في المسلسلات بكلمة التوحيد وقراءة بعضهم لآيات من القرآن الكريم وإقامة الصلاة يختلف الحكم عليه باختلاف المسلسل والهدف منه، فإن كان هدف المسلسل خيرا كتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وتصحيح الأخطاء والمفاهيم المغلوطة، والإشادة بالإسلام وتاريخه، والدفاع عن الصحابة الكرام والسلف الصالح مع خلوه من المحاذير الشرعية كالنساء المتبرجات والموسيقى، فإن ذكر الله تعالى فيه وقراءة بعض الآيات لا حرج فيه، وربما كان ذلك ضروريا، مع التنبيه على أن العلماء المعاصرين قد اختلفت أقوالهم في حكم هذا النوع من التمثيل، وانظر الفتويين رقم: 3127، ورقم: 95579.

أما إذا كان ذلك في المسلسلات الهابطة المليئة بالمخالفات الشرعية والتي لا هدف لها، أو الهدف منها التسلية واللعب، فإن قراءة القرآن والأذكار فيها يختلف الحكم عليه باختلاف القصد، فإن كانت بقصد الاستهزاء، فإن فاعل ذلك تنطبق عليه دلالة هذه الآية وغيرها وهو مرتد ـ والعياذ بالله تعالى ـ لاتخاذه آياته هزؤا، فقد قال الله تعالى: قل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:66ـ65}.

وإن كان القصد منها مجرد التمثيل ومحاكاة الذاكرين أو القارئين بطريقة ليس فيها استهزاء فإن الآية لا تنطبق عليهم، لأنهم لم يتخذوا الدين هزؤا ولعبا، وإنما مثلوا من يقرأ أو يذكر وبينوا حاله في أوقات الذكر كما بينوها في غير ذلك بقصد البيان والتمثيل فقط، والآية المشار إليها قال عنها أهل التفسير: وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً: أي دعهم وأعرض عنهم وأمهلهم قليلاً، فإنهم صائرون إلى عذاب عظيم، قال البغوي: يعني الكفار الذين إذا سمعوا آيات الله استهزؤوا بها وتلاعبوا عند ذكرها، وقيل: إن الله تعالى جعل لكل قوم عيداً فاتخذ كل قوم دينهم ـ أي: عيدهم ـ لعباً ولهواً، وعيد المسلمين الصلاة والتكبير وفعل الخير مثل الجمعة والفطر والنحر. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني