الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من يخرج منها سائل لزج وركبت الطائرة فماذا تفعل إن خشيت خروج الوقت

السؤال

أنوي السفر بالطائرة ـ إن شاء الله ـ وسيتزامن إقلاع الطائرة مع وقت أداء صلاة الصبح وأنا أعاني من نزول دائم لمادة لزجة وقد أفتاني أحد الشيوخ أن حكمها حكم البول وعلي دائما إعادة الوضوء بعد دخول الوقت، وفي الطائرة لا يسمح بمغادرة المقاعد إلا بعد مدة وفي هذه المدة أخشى أن يكون قد خرج وقت الصلاة فتضيع الصلاة، فهل يمكنني الوضوء قبل الوقت أي قبل طلوعي للطائرة وبعدها أصلي حتى وإن نزلت تلك المادة أم لا؟ أم أنني أنتظر حتى يسمح لنا بمغادرة المقاعد وأذهب لأتوضا ثم أصلي؟ وهل تجوز الصلاة في الطائرة جالسة مع العلم أنه لا يوجد مكان للصلاة بحكم صغر الطائرة؟ وإن صليتها وأنا جالسة، فهل علي إعادتها بعد وصولي؟ وقد قرأت أنه بعد الوصول تجب إعادة الصلاة، فهل هذا صحيح؟ وجزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا السائل إذا كان من رطوبات الفرج وكان دائم الجريان فهو سلس ناقض للوضوء وهو طاهر في نفسه لا يجب منه الاستنجاء ولا تطهير الثوب، وعلى من بها هذا السلس تجديد الوضوء بعد دخول كل وقت على الراجح وإذا كان ينقطع عنها في بعض الوقت زمنا يكفي للطهارة والصلاة وجب عليها انتظار ذلك الوقت بالوضوء والصلاة، وإن لم يكن من الرطوبات فهو كذلك ناقض للوضوء إلا أنه نجس يجب تطهير الثوب والبدن مما أصابهما منه، وراجعي لمعرفة ما يخرج من فرج المرأة الفتوى رقم: 110928.

وعلى هذا، فالحكم إذا حان وقت هذه الصلاة وأنت في الطائرة أن تتوضئي لها إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن الوضوء فلتتيممي إن أمكن ذلك، وإلا سقط عنك الوضوء والتيمم معا وأديت الصلاة بدونهما، لأن ذلك المستطاع وفي هذه الحالة تنبغي إعادة الصلاة عند وجود الماء أو الصعيد مراعاة لمن يقول بذلك، مع أن رأي المالكية في السلس أنه لا ينقض الوضوء وإن كان رفعه بالتداوي واجبا إن أمكن، ولا بأس بالأخذ بمذهبهم هنا، وعلى هذا فوضوؤك قبل الوقت كاف، أما عن كيفية أداء الصلاة في الطائرة فإنه يجب عليك أداؤها على القدر المستطاع فإن أمكن أداؤها وأنت قائمة بركوعها وسجودها فذلك، وإلا أديتها إيماء للركوع والسجود وأنت جالسة، لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين ـ رضي الله عنهما ـ وكان مريضا: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب.

إلا أن عليك أن تتوجهي إلى القبلة وأن تدوري معها إذا انحرفت الطائرة عن وجهتها إن أمكن ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني