الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار ابن عثيمين فيم شك في الخارج هل هو مني أو مذي

السؤال

أفتوني في موضوعي أشعر أنني ضعت في متاهة الوسواس، قرأت عنه كثيرا، أخرج من وسواس وأدخل دوامة أخرى تعيق عيشي، أشعر أنني تائه فلا تهملوني: قرأت في فتواكم أن من شك في الخارج هل مني أو مذي فإنه مخير، فقمت باتباع ذلك ولكنني اليوم علمت أن هذا عند مذهب الشافعية، وأنا يا شيخ من مذهب الحنابلة، فماذا أفعل وكأني سمعت أن من كان من أحد المذاهب فإنه ملزم أن يبقى عليه؟ أشك في خروج أحدهما فآخذ بالمذي وأتنظف دون اغتسال، فهل كانت صلاتي صحيحة؟ أرجوكم أفتوني ، وعندي استفسار آخر: فأحيانا بعد أن أقضي حاجتي وأتنظف يبقى قليل من الهواء في فرجي فأبدأ بالضغط على الفخذ حتى يخرج، فهل بهذه الحالة يخرج مني، علما بأنني لا أشعر بأي شهوة ولا فتور؟ وهل التفكير يخرج المني؟ أم يجب أن يكون أمرا محسوسا كالجماع أو العادة السرية؟ أقرأ في فتواكم أن من خرج منه المني من التفكير!! ثم تقولون إنه لا يخرج إلا باللذة العظمى فكيف يكون هذا؟ وهل يخرج بالتفكير أم هو أمر محسوس؟ وهل يجب فرك الفرج عند خروج المذي لأنني من كثرة ما أفركه أحس أن فتحة المهبل توسعت عندي وأنا خائفة جدا؟ أم يكتفى بغسلة كما أغسل الفرج من البول ـ أكرمكم الله؟ وآسفة على الإطالة ولاتهملوني، فإذا أنتم أهملتموني فسأبقى على جهلي، وادعولي أن يشفيني الله من هذا الوسواس وأن لا ترجع إلي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي عافاك الله أنه لا يجب عليك التزام مذهب معين، وأن المصاب بالوسوسة له أن يأخذ بأيسر الأقوال ريثما يعافيه الله تعالى، وانظري الفتوى رقم: 181305.

ومن فقهاء الحنابلة من يرى أن من شك في خروج المني لم يلزمه الغسل وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وانظري الفتوى رقم: 128261.

ومن ثم، فما تفعلينه صحيح وصلاتك فيما مضى صحيحة، وعليه إذا شككت في الخارج منك هل هو مني أو مذي فلا يجب عليك الغسل وبخاصة وأنت مصابة بداء الوسوسة، والمني قد يخرج بسبب الفكر، فإن الشخص قد يتمادى في التفكير حتى ينتهي به ذلك إلى خروج المني، ولكن لا ينبغي أن تفتحي على نفسك باب الوساوس، بل أغلقيه تماما، وكلما شككت في خروج شيء ولم يكن عندك يقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه فالأصل أنه لم يخرج منك شيء وليس ضغطك على فخذك مما يوجب خروج شيء، ولا يلزمك فرك الفرج من خروج المذي، وإنما يغسل كما يغسل البول، ولبيان كيفية تطهير المذي تنظر الفتوى رقم: 50657.

ثم لا تلتفتي إلى هذه الوساوس، فإن علاجها الأمثل هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني