الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقافتها متواضعة وتناظر الناس بنقل كلام العلماء

السؤال

أحسن الله إليكم سؤالي مهم وأتمنى الجواب عاجلا إن أمكن: أنا فتاة عادية ـ أقصد لست من طلاب العلم البتة ـ ولكن عندي فقط ثقافات عامة، وفي بعض المنتديات، أو في واقع حياتي يأتي أحد ويسألني عن أمور تخص الدين أو العقيدة ـ طبعا أجيب من كلام الشيوخ الذي قالوه وليس بعلم مني، أو أجيب بثقافتي العلمية المتواضعة والبسيطة، وأحيانا في بعض المنتديات تحدث مجادلة عن أمور تخص الدين
وأجيب بكلام العلماء والثقافة المسبقة، وأكرر لست من طلاب العلم، وإنما لدي القليل من المعلومات أحاججهم بها، فإذا دخلت نقاشا مع أحد يدخل بعض الناس ويشتتون أمر الدين ويصبح عندهم شك ومرية في أقوال بعض الشيوخ، يعني من اختلاف ما سمعوا مني ومن خصمي يضيع الحق ويصبحون في شك، فهل علي ذنب في هذه الحالة؟ وهل أكون سببا في ضلالتهم؟ وهل إذا أصبت في موضوع يكون علي ذنب أيضا، لأنني تكلمت في أمور الدين دون علم؟ وبماذا تنصحوني؟ وهل علي كفارة؟ وماذا أفعل الآن؟ وكيف أكفر؟ أتمنى الرد على السؤال نفسه وفي أقرب وقت، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بمواصلة العلم الشرعي والإكثار من سؤال الهداية للحق حتى تتمكني من معرفة الحق والقدرة على الحوار به مع الناس، وابتعدي عن الجدل قبل التسلح بالعلم، ولا سيما إن خشيت ضياع الحق وحصول الشك عند الحاضرين، وركزي على تعلم الأساسيات مما يهم المرأة المسلمة في مجالات العقائد والعبادات والأمور التربوية، واستخدمي نشاطك في تربية الأولاد وتعليم النساء، وأخري الدخول في المنتديات العامة والتعرض لأسئلة الناس، وإن كنت لا تتكلمين إلا بما تعلمينه وتسمعينه من كلام أهل العلم وتنقلين ذلك بأمانة فلا إثم عليك، لأن الجدل والمناظرة لإظهار الحق أو تعليم الناس محمود شرعاً، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ... وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... {النحل:125}.

وانظري الفتويين رقم: 66789، ورقم: 179419.

والأولى عدم الجدل أمام من يخشى عليه عدم فهم الكلام فهما صحيحا أو انطلاء شبه المبطلين عليه، ويتأكد ذلك إذا كان عرضك ضعيفا أمام أهل الباطل فيتعين عليك حينئذ البعد عن جدالهم، لأن المفسدة التي يخاف حصولها من حصول الشك عند الاخرين بذلك يخشى أن تكون أعظم من المصلحة المرجوة، ولأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني