الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأكل من طعام المثقل بالديون وقبول هديته

السؤال

عندنا سائق سيارة كان يذهب بنا إلى المدرسة، ما أعرفه عنه أنه كثير الديون، في الآونة الأخيرة بدأ يشتري لنا بعض المأكولات كـ(حلويات، وجبة من مطعم ......) وأنا لا أدري هل ما يشتريه لنا من ماله الحلال أم من الديون، وقد لا أستطيع أن أسأل لأني أصغر فتاة في العائلة. فما حكم الأكل من هذه الأشياء؟ وإن كانت حراما -والعياذ بالله- فأفيدوني جزيتم خيرا بطريقة أنصح فيها أهلي لأني أصغرهم كما ذكرت؟
جزيتم الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليكم في تناول ما يشتريه الشخص المذكور إن كان على وجه مباح، وعن طيب نفس، ولو كان كثير الديون، فكثرة الديون لا تحرم مال المدين عليه، ولا تحرم قبول الهدية منه على غيره, والأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكاً له إن ادعى أنه ملكه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإن كان مجهول الحال فالمجهول كالمعدوم، والأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكاً له إن ادعى أنه ملكه، فإذا لم أعلم حال ذلك المال الذي بيده بنيت الأمر على الأصل، ومن ترك معاملته ورعاً كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. انتهى بتصرف يسير من مجموع الفتاوى.
وفي المجموع للنووي: إذا عرض عليه مال من حلال على وجه يجوز أخذه، ولم يكن منه مسألة ولا تطلع إليه جاز أخذه بلا كراهة، ولا يجب. انتهى.

وللفائدة انظري الفتوى رقم: 57974.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني