السؤال
ما معنى التوكل على الله؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يكون من المتوكلين حقا عليه؟ وأن يفوض أمره إليه وخصوصا إذا شعر بأن هناك ظلماً واقعاً عليه؟ وهل هناك دعاء مأثور لزيادة الرزق وقضاء الحاجات؟
ما معنى التوكل على الله؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يكون من المتوكلين حقا عليه؟ وأن يفوض أمره إليه وخصوصا إذا شعر بأن هناك ظلماً واقعاً عليه؟ وهل هناك دعاء مأثور لزيادة الرزق وقضاء الحاجات؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التوكل مأخوذ من الوكالة، يقال: وكل فلان أمره إلى فلان أي فوض أمره إليه واعتمد فيه عليه، فالتوكل عبارة عن اعتماد القلب على الموكل ولا يتوكل الإنسان على غيره إلا إذا اعتقد فيه أشياء: الشفقة والقوة والهداية، إذا عرف هذا فقس عليه التوكل على الله سبحانه وتعالى، وإذا ثبت في نفسك أنه لا فاعل سواه واعتقدت مع ذلك أنه تام العلم والقدرة والرحمة، وأنه ليس وراء قدرته قدرة، ولا وراء علمه علم، ولا وراء رحمته رحمة، اتكل قلبك عليه وحده لا محالة ولم يلتفت إلى غيره بوجه.
فإن كنت لا تجد هذه الحالة من نفسك فسببه أحد أمرين:
- إما ضعف اليقين بأحد هذه الخصال.
- وإما ضعف القلب باستيلاء الجبن عليه، وانزعاجه بسبب الأوهام الغالبة عليه . أهـ. من منهاج القاصدين.
فإذاً لا يتم التوكل إلا بقوة القلب وقوة اليقين جميعاً.
وقد يظن بعض الناس أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب وهذا ظن الجهال، فليس من شرط التوكل ترك مباشرة الأسباب الدافعة للضرر والرافعة للظلم، بل الواجب السعي لإزالة الضرر وجلب المصالح، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: من الآية159].
فأمره بالأخذ بالأسباب، وهي هنا الاستشارة في الأمور وتقليب النظر فيها، فإذا اطمأن قلبه وعزمت نفسه عليه توكل على الله في فعل ذلك، فهذا سيد المتوكلين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخل بشيء من الأسباب... ظاهر بين درعين يوم أحد ولم يحضر الصف قط عرياناً، واستأجر دليلاً مشركاً يدله على طريق الهجرة، وكان يدخر لأهله قوت سنة، وإذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد، فالواجب على المسلمين أن يفهموا التوكل كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما السؤال عن دعاء مأثور لزيادة الرزق وقضاء الحاجات، فنرشد السائل إلى حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: "يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني" رواه أبو داود، وقال الإمام الشوكاني: لا مطعن في إسناد هذا الحديث، تحفة الذاكرين ص71.
وإلى ما رواه الترمذي وقال: حديث حسن عن علي رضي الله عنه: أن مكاتباً جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل دين أداه الله عنك. قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني