السؤال
أعيش في أوروبا، وأقرب مسجد هو عبارة عن جمعيّة ثقافيّة تركيّة، يوجد بها بيت صلاة منفصل، يؤدّي فيها إمام راتب الصلوات الخمس والجمعة.
شاركتهم مرّة الإفطار في رمضان، فاكتشفت أنّهم يعلّقون صورة كبيرة لمصطفى كمال أتاتورك في غرفة خارج بيت الصلاة، ولكن تابعة للجمعيّة.
سؤالي: هل تصحّ صلاة الجماعة معهم بما أنّهم يعظّمون مصطفى كمال؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالصلاة خلف الإمام المشار إليه صحيحة طالما أنه مسلم، ولو ثبت فسق ذلك الإمام شرعا، فإن الصلاة خلفه صحيحة مع الكراهة. وقد بينا أن الراجح من أقوال أهل العلم صحة الصلاة خلف الفاسق، وانظر أقوال أهل العلم في ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 42670، 1636، 61512، 16978، 17894.
ومجرد تعليق صورة الهالك أتاتورك ليس دليلا على أن الإمام يعظمه، إذ قد يكون عاجزا عن إزالتها، ولو فرض أنه يعظمه فإن هذا قد يكون عن جهل منه بحقيقته وما كان عليه من الضلال. والأصل في المسلم السلامة ولا يُظن فيه السوء بمجرد الظنون، وينبغي لك نصحهم برفق وحكمة، وحثهم على إزالة تلك الصورة لما في تعليقها من المحظور الشرعي الوارد في اتخاذ الصور، وإن رأيت أن من المناسب أن تبين لهم حال ذلك الهالك من غير أن يترتب على ذلك مفسدة فافعل فإن النصيحة من الدين.
والله تعالى أعلم.