الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية السائل الخارج من شدة الشهوة، وما يجب منه

السؤال

كنت مخطوبة وارتكبت إثما عظيما مرة واحدة ثم تبت منه، ذهبت إلى منزله وفعلنا أشياء مثل المتزوجين لكن دون إيلاج ثم طلب مني أن نفعل ذلك مرة ثانية فرفضت، والمشكلة أننا انفصلنا قبل كتب الكتاب بأيام وكنت سأتزوج في آخر هذا الشهر، والحل للمشكلة التي أنا فيها الآن هو الزواج، لأنني أعاني من شدة الشهوة والأمر ليس مقتصرا على الاحتلام فقط لكنني للأسف أتذكر ما حدث بيننا كل يوم وعندما أتذكر ينزل مني مني ولا أحس بنزوله وينزل مني أكثر من مرة في اليوم ودون أن أشعر بنزوله مما يؤثر على صلاتي وصيامي، وقبل أن أخطب كنت أحتلم فأخبرت أمي بذلك لكن لم أخبرها أن ذلك يحدث وأنا متيقظة، لأنها ستنهرني لأنني أفكر في مثل هذه الأمور، والأمر زاد تعقيدا بعد ما حدث ودائما أدعو الله أن أكف عن التذكر بعد الصلاة وأستغفر الله قبل النوم وأستعيذ بالله عندما أفكر لكن دون فائدة، أصبح المني ينزل لأتفه الأفكار وبدون شعور ولا أستطيع أن أمنع نفسي، فالحل أن أذهب إلى طبيبة لكن كيف وأنا لن أستطيع أن أخبر أمي بشيء من ذلك، فهل أذهب من ورائها؟ أم أظل على هذا الحال حتى أتزوج؟ تعبت جدا وأحتاج المساعدة كل يوم أغتسل حتى فسد شعري وإذا اغتسلت أكثر من مرة في اليوم ستسألني أمي ولن أكذب عليها، فماذا عليّ أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا ـ هداك الله وعفا عنك ـ أن من أهم ما يعينك على التخلص من تلك الأفكار هو حراسة خواطرك والمرابطة على ثغرها بشغل نفسك بما ينفع، والفكر في مصالح دنياك وآخرتك، وانظري للأهمية الفتوى رقم: 150491. وأكثري من الصوم فإنه من أنفع الأدوية لما تعانين منه.

وأما هذا السائل الذي يخرج منك فالظاهر أنه المذي، لأنه هو الذي يخرج عند الفكر ولا يشعر صاحبه بخروجه غالبا، فإن كان كذلك فإنه لا يوجب إلا الاستنجاء وتطهير ما يصيب البدن والثوب منه والوضوء للصلاة، ولا يلزمك الغسل إلا إن تيقنت يقينا جازما أنه خرج منك المني الموجب للغسل، ولبيان الفرق بين مني المرأة ومذيها انظري الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.

وإن شككت في الخارج هل هو مني أو مذي فإنك تتخيرين بينهما فتجعلين له حكم ما شئت منهما كما ذهب إليه فقهاء الشافعية، وانظري الفتوى رقم: 64005.

وإذا تيقنت خروج المني وجب عليك أن تغتسلي ولو تكرر ذلك عدة مرات في اليوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني