الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التجارة في العطور المحتوية على الكحول

السؤال

أنوي أن أفتح متجرا للمسك والعطور، وأمور أخرى؛ وهذه العطور تحتوي على الكحول، وأريد أن آخذ بقول من يقول بطهارة الكحول من أجل التجارة. هل يجوز لي ذلك لأني محتاج جدا للعمل لأتزوج لكثرة وقوعي في المعاصي؟
ثانيا: كما تعلمون الكثير من الناس يضع العطر بقصد التباهي والتفاخر، وربما التكبر والخيلاء؛ والكثير من الشباب يضعونه لجذب الفتيات، ولا أعلم إن كان هذا هو الغالب على الناس والشباب خاصة أو لا؟
فما حكم تجارتي في العطور؟هل هي غير جائزة إن كان ما ذكرت هو غالب أحوال الناس؟ وكيف أعرف أن هذا هو غالب أحوال الناس؟ أحيطكم علما أني مصاب بالوسوسة في الكثير من الأمور وأسعى للإعراض عنها.
ثالثا: إذا فتحت متجري بقرب متجر يبيع العطور هو أيضا، ويبيع التبغ، وأدى هذا إلى جذب زبائنه لمتجري لكثرة العطور لدي، ولحسن الأسعار؛ وبالتالي هذا سيؤدي لتخفيض نسبة مبيعات العطور لديه، وقد يلجأ لبيع نسبة أكبر من التبغ للتعويض. هل أأثم بهذا؟
أوضحوا لي الجواب من فضلكم لأرتاح فأنا محتاج للعمل جدا لأتزوج فأنا أقع في المعاصي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا هو عدم جواز استعمال الكحول ولا التجارة فيها، وانظر الفتوى رقم: 23146 والواجب عليك في هذه المسألة وغيرها أن تقلد من تثق بعلمه وورعه من أهل العلم، وانظر لبيان ما يجب على العامي في مسائل الخلاف الفتوى رقم: 120640 .

والأخذ بالرخصة من أقوال بعض أهل العلم الموثوق بهم مما سوغه بعض العلماء للحاجة، وانظر الفتوى رقم: 134759 وحيث ترخصت وأخذت بقول المجوزين فلا تلتفت إلى هذه الوساوس التي هي من التنطع والغلو المذموم، فإن الأصل في استعمال الناس للعطور ليس هو ما ذكرت من قصد التكبر والخيلاء، كما أنه إذا أدى اتجارك في العطور إلى زيادة مبيعات جارك من التبغ أو غيره من المحرمات، فإنه لا إثم عليك أنت في ذلك البتة، وإنما عليك أن تنكر المنكر قدر استطاعتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني