الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بما لا ينبني عليه عمل

السؤال

سمعت بقصة ولا أدري هل هي صحيحة أم لا: نبي من الأنبياء خلق طيرا ونسي فيه مكانا، ثم سأله الله عز وجل هل انتهيت؟ فقال نعم فوضع الله فيه الروح فلما تحرك تذكر النبي أنه نسي ذلك المكان، فهل هذه القصة صحيحة؟ وبعضهم يقول إنها الخفاش، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوقوف على هذه القصة لا ينبني عليه عمل، وينبغي للمسلم أن لا يشغل نفسه إلا بما ينبني عليه عمل، ونحن لم نقف على هذه القصة بلفظها المذكور في السؤال، أما عن الخفاش فقد ذكره بعض المفسرين عند قول الله تعالى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي {المائدة:110}.

قال الشوكاني في تفسير هذه الآية:...... وقيل: إنه لم يخلق غير الخفاش لما فيه من عجائب الصنعة، فإن له ثديا وأسنانا وأذنا ويحيض ويطهر، وقيل: إنهم طلبوا خلق الخفاش لما فيه من العجائب المذكورة، ولكونه يطير بغير ريش ويلد كما يلد سائر الحيوانات مع كونه من الطير، ولا يبيض كما يبيض سائر الطيور، ولا يبصر في ضوء النهار، ولا في ظلمة الليل، وإنما يرى في ساعتين: بعد غروب الشمس ساعة، وبعد طلوع الفجر ساعة، وهو يضحك كما يضحك الإنسان، وقيل: إن سؤالهم له كان على وجه التعنت، قيل: كان يطير ما دام الناس ينظرونه، فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا، ليتميز فعل الله من فعل غيره.

وهذه القصة مأثورة عن بعض السلف كابن عباس وغيره، وهي من جملة ما يروى عن بني إسرائيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني