الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على الرجل في التعدد بشرط العدل إذا لم تكفه زوجته

السؤال

في البداية: أود أن أقدم لكم امتناني وإعجابي الشديد بالموقع, والمواضيع الاجتماعية الإسلامية الرائعة المطروحة فيه, وأود أن أطرح لكم مشكلتي الخاصة, والتي أحتاج إلى نصيحة بشأنها, وأرجو من موقعكم الموقر إهمال رسالتي في حال كان موضوعها ليس من ضمن التخصصات التي يعالجها ويجيب عنها الإخوة القائمون على الموقع, كما أرجو أن تتقبلوا شديد اعتذاري على الصراحة الكبيرة فيها.
أخي العزيز: أنا رجل عراقي مقيم في عمان - والحمد لله – ملتزم, وأؤدي الفرائض, متزوج ولدي طفلتان, وزوجتي حاليًا حامل, وأنا رجل رومنسي جدًّا جدًّا, وأعشق الجنس اللطيف, ولدي قوة شخصية وجذب أمام الفتيات.
مشكلتي بدأت منذ فترة, وكما أخبرتك فأنا شخص أعشق الحب والرومانسية, ولكن زوجتي - والتي ارتبطنا ببعضنا بعد قصة حب - وبسبب التزامات البيت والأطفال تغيرت كثيرًا, ولا أجد لديها الرغبة بالمعاشرة الزوجية وتلبية طلباتي, والتي أعترف لك بأن لدي القدرة على ممارسة الجنس ومتطلبات المعاشرة لعدة مرات يوميًا, ولكني وجدت فتورًا من قِبَلِها خلال الفترة السابقة, فهي دائمًا منشغلة بأمور البيت والمطبخ والأطفال, والتي أحمد الله وأشكره على نعمته فهي تؤدي واجباتها من هذا الجانب بأفضل صورة؛ حتى أننا مثار حسد ممن يحيطون بنا بسبب هذا الاهتمام, ولكن مشكلتي هي تلبية احتياجاتي الجنسية والمعاشرة, ومؤخرًا أصبحت حاملا, ونصحتها الطبيبة بالتقليل من ممارسات المعاشرة, وهذا بصراحة زادني جنونًا وحيرة.
أنا أحتاج مساعدتكم ونصيحتكم حول الأمر من الناحية الشرعية والنفسية, حتى أنني فكرت بالارتباط بامرأة تكبرني سنًّا, ولدي القدرة على تلبية احتياجاتها المادية أو العائلية مقابل المعاشرة الصحيحة لغاية حل مشكلتي, وخاصة أن هناك الكثير من النساء اللاتي لديهن الرغبة في معرفة شخص يؤدي التزامات المعيشة ومتطلباتها مقابل ارتباط صحيح ولو لفترة معينة, حتى أنني فكرت بنقل أعمالي لسنة واحدة إلى إحدى الدول العربية الخليجية والارتباط بزواج مسيار, أو عقد لمدة لهذه الأسباب.
أعتذر لإطالتي, وأعتذر إن كان الموضوع خارج تخصصكم, وأنا أحتاج مساعدتكم إن استطعتم ذلك, مع جزيل شكري وعميق احترامي لشخصكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك أولا على إعجابك بموقعنا, ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولك الشكر أيضا على أسلوبك الطيب في طرح السؤال، ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا على استقامتك على الحق، ونسأله أن يحفظ لك دينك حتى تلقاه على خاتمة حسنة.

والواجب على الزوجة شرعًا إجابة زوجها إذا دعاها إلى فراشه، ولا يجوز لها الامتناع إلا لعذر شرعي، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح". وروى أحمد في مسنده عن قيس بن طلق عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أراد أحدكم من امرأته حاجة فليأتها ولو كانت على تنور". وانظر الفتوى رقم: 159619.

ومن لم تعفه الزوجة الواحدة فينبغي له أن يتزوج من ثانية أو ثالثة أو رابعة إن كان قادرا على العدل، وقد يكون هذا الزواج واجبا في حقه إن خشي على نفسه الوقوع في الفاحشة بتركه، وراجع الفتوى رقم: 3011 ففيها بيان حكم الزواج.

وزواج المسيار جائز إذا استوفى شروط صحة النكاح كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 3329.

وأما ما أسميته:" عقد بمدة", فإن نص في العقد على المدة فهو زواج المتعة, وهو محرم وباطل، وإن لم ينص عليها في العقد فهو الزواج بنية الطلاق، وهو جائز في قول جمهور الفقهاء. وانظر الفتويين 485 ، 50707.

والذي ننصحك به هو تقوى الله أولا وقبل كل شيء, فإن من اتقاه جعل له من كل هم فرجا, ومن كل ضيق مخرجا, وحفظه في دينه ودنياه، ثم الإكثار من ذكر الله تعالى ودعائه، وحاور زوجتك وأفهمها حاجتك إلى الاستمتاع بما أباح الله لك منها, واصبر عليها, وراعِ ظروفها النفسية والصحية ، فإن انحلت المشكلة فالحمد لله, وإلا فأقنعها بأنك ستمارس حقك في الزواج من ثانية, وأن ذلك لن يكون على حساب حقها الواجب لها عليك، وبين لها أن زواجك من ثانية خير من أن تغلبك شهوتك فتقع فيما يسخط الله تعالى، وتوخ في حديثك معها في هذا الأمر الحكمة واختيار الوقت المناسب والأسلوب المناسب، ولا تتوقع منها أنها ستبدي لك رضى بهذا الأمر، ولكن لتفهم منك أنك مصمم على حل مشكلتك بممارسة حقك الشرعي الذي أباحه الله لك أو أوجبه عليك حسب حالك كما أشرنا سابقا.

ويمكنك مراسلة قسم الاستشارات في موقعنا فستجد فيه ما يفيدك وينفعك بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني