السؤال
لاختصار وقت فضيلتكم لن أكرر نفس كلامي الذي قلت في سؤالي رقم 2371000 . ولكن أعطف عليه أنه أصبح من مظاهر انبهارنا وتقليدنا للغرب بأننا نقدس لغتهم ونهمل لغتنا بشكل يستنكر ويستغرب له أصحاب اللغات الأعجمية وألوم نفسي بتقصيري قبل أن ألوم المجتمع والنظام التعليمي الذي درسنا على أساسه. فنجد اللغة العربية وديننا الحنيف مواد هامشية لدرجة أننا نسميها أحيانا "ثقافة إسلامية" وندرسها على أساس أنها ثقافة وهذا ما يوحيه الاسم "الثقافة الإسلامية " وليس كنظام حياة وأساس وجوهر وليس بأنه أهم من تلك العلوم ونجد في الجامعة المصيبة أكبر فهناك بضعة مواد إسلامية "اختيارية" ندرسها أو لا ندرسها أثناء الدراسة الجامعية فهذه ليست قضية بفكر مجتمعنا ونظام جامعاتنا وللأسف . هذا في تخصصات العلوم الدنيوية التي إن صدقنا مع الله بتعلمها أصبح علما شرعيا نافعا للأمة لكن ما يسود فكرنا أنه تعلم هذا العلم لتنجح بحياتك الدنيوية وتجد وظيفة وتتزوج فهذه أقصى الأمنيات والأحلام وسخر حياتك لذلك .
لن أخوض بآثار فصل الدين واللغة العربية عن أنظمة تدريسنا فهي معروفة لديكم أكثر مني. أنا الآن بعد تخرجي وخبرتي في سوق العمل بفضل الله تعالى أعمل مهندسا في أحد المعاهد التعليمية الذي يرسي هذه الأفكار أكثر وأكثر فبالإضافة لكل ما ذكر فهم يمنعون التحدث باللغة العربية أثناء الدرس خاصة وتكاد تكون جريمة أو كبيرة إلا في حصة اللغة العربية أو التربية الإسلامية، وعلى الطلاب أن يتعلموا اللغة الانجليزية وانبهارهم بها وصل إلى حد لا يطاق فنجد أن من يتحدث اللغة الانجليزية بلسان أعجمي هو الموظف أو الطالب الناجح والمفضل وحتى أحيانا تجده لا يتقن علمه بمجاله أو عمله، ولكن الأهم والأساس اللغة الانجليزية . فما حكم العمل بهكذا مؤسسة؟ مع العلم بأن السوق كله في هذا البلد العربي والكثير غيره يطلب اللغة الانجليزية وعلى نفس الوتيرة وجميع طلاب المعهد من العرب المسلمين . فهل عملي معهم تعاون على الإثم؟ وهل يجب علي تركه فورا ام أنتظر عملا آخر مع علمكم بحال السوق الذي وصفت لكم؟ وحالة الانبهار هذه حالة مرض عام ينتشر ويزداد للأسف ونجد أثر ذلك في الطلاب فتجده مسلم عربي يتحدث الانجليزية بطلاقة ومظهره تأثر بهذه اللغة وتوجهه لكتاب الله دون المطلوب إن كان هناك اهتمام ولباسه وكل ما يتعلق بالثقافة الغربية كأنه ينطبع في قلب بعضهم وكأنه محمول مع اللغة والله المستعان. ومما يذكر وجود بعض المدرسات الغربيات أو العربيات المتبرجات معنا جنبا إلى جنب دون فواصل كما هو واضح من الوصف ولا مشكلة لديهن من الدخول على طلاب في الثانوية وتدريسهم ولا يخفى كذلك أثر هذا على الطلاب خاصة بهذه السن. كذلك نذكر أن هناك بعض الفضلاء من مدرسين وموظفين لكن السياسة العامة للمعهد التي نخدمها جميعا هي كما ذكرت. أنجع الحلول الذي وصلت إليه لنفسي هو عمل مشروع خدماتي أطبق شرع الله فيه بإذن الله فادع لي بالتوفيق. وهل أبقى في عملي هذا إلى أن يتم ذلك، فلست في موقع أو منصب يؤهلني لتغيير ما ذكرت أو تعديله، فلا أستطيع أكثر من أضعف الايمان وهو الإنكار بالقلب وهل نستطيع إنكار القلب والاستمرار في العمل بنفس النهج معهم؟