الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول الألباني: جل هؤلاء الفقهاء لا يدعمون أقوالهم واختياراتهم.. بالسنة

السؤال

ماذا يقصد الألباني بهذا الكلام؟
ففي نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد, تأليف عبد اللطيف بن محمد المجلد الثاني ص35 نقلاً عن الألباني وهو يتكلم عن الفقهاء القانونين فيقول:
"ولذلك فإن جل هؤلاء الفقهاء لا يدعمون أقوالهم واختياراتهم التي يختارونها اليوم بالسنة؛ لأنهم لا علم لهم بها, بل قد استغنوا عن ذلك بالاعتماد على آرائهم"

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مغزى هذا الكلام عمومًا هو ذم التقليد الأعمى واتباع الهوى، فهو يعيب الفقهاء الذين ابتعدوا عن التأصيل, وصاروا لا يدعمون أقوالهم واختياراتهم التي يختارونها اليوم بالسنة لجهلهم بها، بل قد استغنوا عن ذلك بالاعتماد على آرائهم، وما تمليه عليهم المصلحة الآنية, وهذا باب فتنة وضلال، وقديمًا ذم السلف كل رأي لا يقوم على أساس من الكتاب أو السنة.

فقد جاء عن عمر بن الخطاب كما في سنن الدار قطني وغيره قوله: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن, أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا.

وجاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ليس عام إلا والذي بعده شر منه، لا أقول: عام أمطر من عام، ولا عام أخصب من عام، ولا أمير خير من أمير، ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم.

وقد عقد الإمام حافظ المغرب أبو عمرو ابن عبد البر في كتابه: جامع بيان العلم وفضله بابًا عنوانه: باب ما جاء في ذم القول في دين الله تعالى بالرأي والظن والقياس على غير أصل وعيب الإكثار من المسائل دون اعتبار. وهو من خير ما كتب في هذا السياق فارجع إليه لمزيد الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني