السؤال
أنا فتاة جزائرية أعمل مهندسة دولة في الري منذ عام تقريبًا, غيَّرنا إقامتنا من ولاية إلى ولاية أخرى تبعد عن مكان عملي 220 كلم, وبقيت أعمل في الولاية التي أقيم فيها, ولكي يسهل عليّ الأمر أذن لي مديري في العمل أن أعمل أسبوعًا وأرتاح أسبوعًا.
مع العلم أني أرتدي الجلباب, وأحاول الالتزام قدر المستطاع.
سؤالي: هل سفري للعمل مسموح فيه فأنا أسافر مرتين في الأسبوع - أي أقيم أسبوعًا في بيت عمي أيام العمل -؟
وهل الأجر الذي أتقاضاه حلال أم أن الأسبوعين اللذَّيْن لا أعمل فيهما من الشهر مالهم لا يحق لي؟
أرجو الاجابة فأنا في حيرة, وأنا أنوي - إن شاء الله - أن أعتمر من المال الذي أتقاضاه فهل يجوز لي ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود سفرك للعمل من غير محرم فقد سبق أن بينا أن سفر المرأة دون محرم لا يجوز، فراجعي الفتوى رقم: 6219, فإن لم يكن بالإمكان الاستمرار في هذا العمل إلا بذلك فيجب تركه إلا لضرورة أو حاجة تقرب منها, وانظري الفتوى رقم: 49749, ومجرد السفر بغير محرم لا تأثير له على الكسب.
وأما العمل أسبوعًا دون أسبوع: فإن كان المدير مخولاً بالإذن لك في ذلك، فلا حرج عليك فيه وكسبك منه حلال، وإن كان غير مخول بذلك فلا يجوز لك الترخص به، ولا تحل لك أجرة الأسبوع الذي تتغيبين فيه عن العمل، فالواجب ردها إلى جهة العمل ولو من طريق غير مباشر.
ولا يجوز لك الاعتمار إلا من كسبك الطيب، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، فإذا اعتمرت بمال حرام أثمت، وفي صحة عمرتك خلاف، والجمهور على أنها صحيحة مع الإثم, كما سبق في الفتوى رقم: 62644.
والله أعلم.