الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القضاء المبرم لا يغيره شيء لا دعاء ولا غيره

السؤال

قرأت مؤخرًا حديث: "الدعاء يرد القضاء" فهل يشمل هذا الحديث الموت والحياة؟ أي: إن قدر الله على شخص أن يموت في ساعة معينة, وكان هناك من يدعو لهذا الشخص بطول العمر, فهل يرد قضاء الله بسبب هذا الدعاء؟ وإن كان قد كتب الله لإنسان طول العمر, وهو يدعو بأن يموت, فهل دعاؤه يغير قضاء الله تعالى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقدر الذي يمكن تغييره هو القدر المعلق وقوعه على شيء، مثل: الدعاء, وصلة الرحم, كأن يقدر للشخص -مثلًا- أنه إن دعا أو وصل رحمه أخر له في أجله, وبسط له في رزقه, فيعيش كذا من العمر، وإن لم يفعل عاش كذا، وهذا بالنسبة للملائكة الموكلين بقبض الأرواح وكتابة الآجال والأرزاق، وهذا التغيير هو المذكور في قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد:39].

أما القدر الذي هو القضاء المبرم السابق في علم الله الأزلي أنه سيقع, فإنه واقع لا محالة, ولا يغيره شيء: لا دعاء ولا غيره؛ لأن الله تعالى يعلم أن هذا الشخص سيدعو أو يصل رحمه, أو لا يفعل ذلك, وانظر توجيه العلماء للنصوص الواردة في هذا الخصوص الفتاوى التالية أرقامها: 23930، 35295 ، 65944.

هذا؛ وننبه السائل الكريم إلى أن عليه أن يحذر من الخوض في القدر؛ فقد قال العلماء: إن الخوض في القدر مزلة أقدام، ومضلة أفهام، لمن لم يوفقه الله تعالى للتسليم والوقوف فيه عند حد علمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني