السؤال
رجل مصاب بداء الوسوسة منذ كان عمره 15 عامًا في أموره الدينية, وبالأخص الطهارة والصلاة, وقد عقد قِرانه قبل شهر على فتاة, ولم يدخل بها إلى الآن, ومن بعد عقد القِران بدأ الشيطان يخيل إليه ويوسوس له في أمور الطلاق, وزاد الطين بلة أنه قرأ في كتاب فقه السنة أن الطلاق منه الصريح والكناية, ومن بعدها بدأ الشيطان يوسوس له في طلاق الكناية, ويوهمه أن كل كلمة يتلفظ بها فهي طلاق, رغم أن الرجل يحب امرأته حبًا شديدًا, ويكره الطلاق, وحديث عهد بالعقد, فكيف له أن يطلق! وظل يوسوس له حتى حوّل حياته إلى جحيم, وفي ليلة من الليالي فتح كتاب فقه السنة ليتأكد من شيء في الطلاق فقرأ كلمة: "طلقتك ثلاثًا " فعلقت في ذهنه, وقبل أن ينام كان الشيطان يوسوس له في موضوع الطلاق فأحس كأن لسانه تلفظ بها دون أن يشعر, ونطق بها دون قصد أو إرادة, وبات ليلته مهمومًا حزينًا, وقال: لعله وقع الطلاق, وبات في قلق إلى أن ظهر الصباح, واستعاذ بالله من الشيطان, وقرأ أذكار الصباح, لكن الشيطان استمر يوسوس له أن الطلاق قد وقع, ولكي يثبت لنفسه أن طلاق الموسوس لا يقع بدأ يتلفظ بصوت مسموع بكلمة: "أنا ما طلقتها" يريد بها نفي الطلاق, وفي أول مرة بدل أن يقول: "أنا ما طلقتها", قال: "أنا طلقتها" بدون قصد أو إرادة, حيث كان قصده أن يقول: "أنا ما طلقتها", وقد قرأ أن طلاق المخطئ لا يقع, فأفتى نفسه بأنه سبق لسان, وطلاق خطأ, فارتاحت نفسه, وبعدها بأسبوع رجع الشيطان يوسوس له ويشككه بأنه كان يقصد أن يلفظ الكلمة, وأن ذلك لم يكن سبق لسان, والآن هو شاك, هل كان سبق لسان أم قصد الكلمة وتهاون في إخراجها؟ ويحاول أن يتذكر فلا يصل إلى يقين؛ لأنه كثير الشك, والآن هو في حيرة من أمره, فلا يدري هل وقع الطلاق أم لا؟ وهل طلاق الموسوس يقع؟ وهل من الممكن أن يسبب الإسلام كل هذا الحرج؟ حيث إن الرجل يحب المرأة, ولا يريد إنهاء العلاقة الزوجية, وهو حديث عهد بعقد النكاح.
أفتونا مأجورين.