الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلوب الجد والاجتهاد لا الفتور والكسل

السؤال

ما علاج الفتور؟ وكيف يظل المسلم أو المؤمن ثابتًا على إيمانه؟ فنحن في زمن صعب وهو زمن المغريات, وأنا أدعو الله عز وجل أن يثبتني, لكن الخوف المستمر من هذا الأمر يؤرقني جدًّا, وخاصة هذا الحديث: عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا نطفة, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك, ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح, ويؤمر بأربع كلمات, بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد, فوالله الذي لا إله غيره: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري, وأنا أجد نوعًا من الإحباط, فقد أعمل بعمل أهل الجنة ومكتوب عليّ بأني من أهل النار, فماذا أفعل كي أنجو, ولا أكون ممن يسبق عليهم القول فيدخلون النار؟
أرجو من فضيلتكم الإجابة مأجورين, ومشكورين على جهودكم ، وجعلها الله في ميزان حسناتكم, وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا علاج الفتور في فتوانا رقم: 121317.

وأما هذا الحديث: فالأولى أن يكون دافعًا لك إلى الجد والاجتهاد وإحسان العمل, وخاصة إذا قرنته مع حديث عمران بن حصين قال: قيل: يا رسول الله, أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: فقال: نعم, قال: قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له. رواه البخاري ومسلم, واحذر من الإحباط واليأس؛ لأن هذا هو ما يريده الشيطان ليحزنك, ويقنطك من رحمة الله؛ حتى تترك العمل الصالح فيهلكك بعد ذلك, وعليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يحميك من الوساوس التي قد تضرك.

أما كيف ينجو المرء ولا يكون ممن سبق عليه القول بأنه من أهل النار: فاعلم أنه لا يعلم أحد منا أهو من أهل الجنة أم من أهل النار, وإنما هذا غيب يعلمه الله وحده, لكن الطريق إلى النجاة من النار هي عبادة الله تعالى, ولزوم طاعته والعمل بشريعته, قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {آل عمران:185}.

وننصحك بملازمة الصالحين, وسماع دروس العلم, والتفقه في الدين, وكثرة ذكر الله, فإنه يطمئن القلوب, كما نسأل الله تعالى لنا ولك الخاتمة الحسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني