الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين العلوم الشرعية والدنيوية

السؤال

أنا فتاة في الصف الثالث الإعدادي، أريد أن أسأل: كيف أوازن بين الدين والدنيا؛ لأن الناس يرون أني عند ما تمسكت بديني، انحدر مستواي الدراسي بطريقة ملحوظة، فقد كنت أحصل على المركز الأول في كل سنوات الدراسة السابقة تقريبا، وأدنى ترتيب كان لي هو المركز الثاني في المدرسة، أما في العام الماضي فقد حصلت على المركز الثامن في اختبارات نصف الفصل الدراسي، حتى قال أحد المدرسين لأخي: لقد صعقت عندما سمعت بأن أختك حصلت على المركز الثامن، أما في اختبارات نهاية العام، فقد حصلت على المركز الثالث، والناس لا ترضى إلا بحصولي على المركز الأول، حتى يقتنعوا تماما بأن التمسك بالدين لا يشغل الإنسان عن الدنيا أبدا، لكني لا أستطيع أن أوازن بينهما، وها أنا أسألكم، ففي المحاولات السابقة كانت ترجح إحدى الكفتين: الدين أو الدنيا، وأنا أيضا صرت ضعيفة التركيز ، لدجة أني قمت بحل السؤال الاختياري في الامتحان وتركت الإجباري، وأحيانا يصل بي الأمر فأقرأ السؤال خطأ، وصرت أميل إلى تعلم العلوم الشرعية أكثر من الدنيوية، ولعل هذ السبب الأعظم في تراجع مستواي الدراسي. فماذا أصنع؟
وجزاكم الله عن المسلمين خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك هدى، وتمسكنا بدينه. والعبد في استقامته على دين الله ليس مطالبا بأن يترك الدنيا بالكلية، بل يأخذ منها ما ينفعه ويستعين به على طاعة ربه، كما قال سبحانه: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا {القصص:77}.

واعلمي أن لا تعارض بين الاستقامة على الدين وبين التميز في الدراسة، وفي تفوقك في دراستك تعطين سمعة حسنة عن المستقيمات، ويعلم الناس أن التدين لا يعيقهم عن تحصيل الفضائل في دنياهم.

ولاشك أن العلم الشرعي أفضل العلوم، فاسعي أن توازني بين تعلمه وبين دراستك النظامية، والموازنة بينهما متيسرة، وذلك بأن تنظمي وقتك، وتجعلي منه جزءا لاستذكار المواد الدراسية، وتخصصي جزءا من الوقت لتعلم العلوم الشرعية، ولا تفرضي التعارض بينهما، وإذا وجدت دراسة نظامية ذات تخصص شرعي فالتحقي بها إن أمكنك ذلك.

أما ضعف التركيز فعليك أن تسعي في علاجه، ومن أنجع الدواء لأي داء: الرقية الشرعية بكتاب الله الكريم، والمحافظة على الأذكار، ويمكنك مراجعة ذوي الاختصاص لمعرفة أسباب ضعف التركيز عندك، وعلاجه، وفي قسم الاستشارت بموقعنا عدة استشارت عن ضعف التركيز يمكنك مراجعتها والإفادة منها .

وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 66391 ، 28511 ، 49739 ، 80958.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني