السؤال
إذا استلمت هدية من جهة أو حزب معين بهدف استقطابي وجذبي لذلك الحزب, فهل تعد هذه الهدية رشوة؟
بارك الله فيكم.
إذا استلمت هدية من جهة أو حزب معين بهدف استقطابي وجذبي لذلك الحزب, فهل تعد هذه الهدية رشوة؟
بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرشوة هي ما يتوصل به إلى إحقاق باطل, أو إلى إبطال حق, ونحو ذلك من المقاصد السيئة، سواء صرح بها الراشي, أو أضمر ذلك في نفسه، وسواء أراد غرضه الفاسد الآن, أو في المستقبل, فهي - والحال هذه - رشوة في حقه، ويندرج عمله تحت الوعيد الوارد في لعن الراشي، ومن فعل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، ويعزم على عدم العود لمثل هذا الذنب، وأن لا يسعى وراء مراده الفاسد الذي بذل في سبيله رشوته تلك.
جاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قال: قال العلماء: إن من أهدى هدية لولي الأمر ليفعل معه ما لا يجوز كان حرامًا على المهدي والمهدى إليه, وهذه من الرشوة. انتهى.
وأما الهدية: فيقصد بها إكرام الشخص: إما لمحبة, أو لصداقة, أو لعلم, أو صلاح, أو لطلب حاجة مباحة, ليست واجبة البذل على المهدى إليه, وهي مستحبة إذا كانت على الصفة الشرعية.
وعليه: فإذا كان هذا الحزب من الأحزاب الباطلة, والتي يعد التحزب عليها محرم شرعًا, فالهدية بقصد الانتساب لهذا الحزب تدخل في معنى الرشوة, وإن لم يكن كذلك فلا بأس بهذه الهدية, وراجع الفتوى رقم: 180585 ورقم: 6512.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني