الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للزوج تفضيل إحدى زوجتيه على الأخرى ولا منعها من الإنجاب

السؤال

أريد أن أعلم هل أنا مظلومة أم ظالمة ؟
تزوجت منذ عام رجلا متزوجا، وعدني بأن ‏يعوضني عن كل شيء مررت به في حياتي، وأن يعامل أولادي من زوجي السابق معاملته ‏لأولاده. وقبل الزواج بأسبوعين أحسست بأنه غير ‏راغب أبدا بمساعدة أولادي، متحججا بأن ‏مصاريفهم عالية وفوق طاقته، مع العلم بأنه متمكن ‏ماديا، وقادر على أن يصرف على أولادي وأولاده ‏مرتين.‏
المهم لم أفرض عليه شيئا فوق طاقته، وأبلغته بأن ‏أولادي ليسوا بحاجة له. وبعد الزواج لم يفتح لي ‏بيتا، وتحجج بأنه ليس باستطاعته ذلك، مع العلم ‏بأنه بعد عدة شهور اشترى قطعة أرض ليبني ‏عليها بيت المستقبل والعائلة، بمبلغ كبير كبير جدا، ‏وكنت شاهدة على شرائها، وطلب مني الدعاء له ‏بالتوفيق في إتمام الشراء، بالإضافة لتملكه للعديد ‏من العقارات التي تحت الإنشاء وغيرها ما هو ‏معروض للبيع، وكذلك لم أستطيع أن أعيش معه ‏في نفس بلده؛ لأنه كما أخبرتكم لم يبد أي مساعدة ‏لي أو لأولادي. وأخبرني بأنه من الأفضل أن ‏أعيش بعيدا عن أسرته للسرية؛ لأنه لا أحد من ‏أهله، أو زوجته على علم بزواجنا، ولكن أهلي ‏جميعا على علم بزواجنا. وقد أحست زوجته في ‏أحد الأيام بأني على علاقه به وليس زوجته، ‏وتهجمت علي وعلى أولادي بكلمات بذيئة، ‏وسمحت لنفسها بإرسال إيميلات لأولادي، حصلت ‏عليهم بالصدفة من إيميل زوجي تسبني وتقذفني ‏بها، ولم يحاول هو منعها أو حتى الدفاع عني ‏بحجة خوفه على استقرار زواجه. والمصروف ‏وعدني بعد أن طلبته بلساني وأخبرته أنه حق ‏مفروض لي، وقد حدد هو المبلغ ، ولكن ما حصل ‏أصبح يجمع مصروف كل ثلاثه شهور معا ‏وينقص من المبلغ الذي قرره كمصروف لي ؟؟ ‏وأذكره به كل ما جاء الموعد ويكون طلبي قريبا ‏للتوسل لأنه يتحجج أحيانا بأنه لا يملك الآن !!!‏
وأراه كل ثلاثة شهور مرة لمدة أسبوع أو لعشرة ‏أيام للأمانة، ولا يبيت عندي ولا ليلة، ووقت ‏معاشرته لي يقتطعها من دوامه الصباحي، ولا ‏يقضي معي أكثر من ساعتين، ويذهب بعد ذلك ‏للعمل وأراه في الظهيرة للغداء خارج الفندق، ‏ولمدة ساعتين ومن ثم يتركني، وحرم علي ‏الإنجاب منه، وطلب مني أن أعده بعدم إعلان ‏زواجنا بعد وفاته أو المطالبة بحقي من الميراث.‏
لماذا أقبل بهذا الوضع، لأني أخاف على نفسي من ‏الحرام أو الانجراف لهذا الطريق، وقد تزوجته ‏لمعرفتي السابقة له، والحب الذي جمعنا لسنوات ‏طويلة. ‏
أقدم اعتذاري للدقة في التفاصيل حتى لا أكون قد ‏ظلمته، أو قصرت في حقه لا أعرف هل أنا ظالمة ‏أو مظلومة؟ وإذا كانت ظالمة كيف أعطي زوجي ‏حقه؟ وإذا كنت مظلومة هل يحق لي الدعاء عليه ‏بأن آخذ حقي منه وفي الدنيا وخاصة إنجاب ‏الأطفال؟ لم يجدي معه أي نوع من النصح وإذا ‏شعر بالضغط هدد بالطلاق، ولا أريد أن أطلق ‏للمرة الثانية لمشاعر أولادي وأهلي ولي أيضا، ‏خاصة أن زوجي الأول ظلمني ظلما لا يتحمله أحد، ‏وقد وقف الجميع إلى جابني وشجعوني على ‏الانفصال عنه، ولكني أؤمن بمقولة: ظل راجل ‏ولا ظل حيطه !!‏
انصحوني بالله عليكم للخروج مما أنا فيه، فقد لون ‏الهم والحزن والدمع أيامي، أما الشوق لقرب ‏زوجي فقد أرق مضجعي، وأحيانا أشعر بأنه لا ‏طاقه لي بذلك.‏
جزاكم الله كل خير على المساعدة والنصيحة التي ‏تقدمونها لكل زوار موقعكم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم زوجك أن ينفق على أولادك، أما نفقتك فهي واجبة عليه بالمعروف، وقد سبق أن بينا حدود النفقة الواجبة في الفتوى رقم: 105673 .

ومن حقك على زوجك أن يعدل بينك وبين زوجته الأخرى في القسم، ولا يجوز له تفضيل واحدة على الأخرى إلا برضاها، وليس من حقه منعك من الإنجاب؛ وراجعي الفتوى رقم:31369
وليس من حقه أن يلزمك بإخفاء زواجك منه لتسقطي حقك من الميراث بعد موته.

وعليه، فإن كان الحال كما ذكرت، فلست ظالمة له بل هو ظالم لك، لكن إذا كان بقاؤك معه على هذه الحال أخف ضررا من طلاقك منه، فلا ريب أن احتمال أخف الضررين هو الأقرب إلى الشرع والعقل، وننصحك بالصبر والاستعانة بالله عز وجل وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب .
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني