الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة الاكتفاء بالتاريخ الميلادي

السؤال

هل الكتابة بالتاريخ الميلادي بدلًا من الهجري حلال أم حرام؟ خصوصًا أني رأيت في هذا الموقع الكتابة بالتاريخ الميلادي عند الرد على أسئلة الفتاوى, وخاصة أن هذا الموقع إسلامي، أفليس من المفترض الكتابة بالتاريخ الهجري؟
ولكم خالص التقدير والاحترام لهذا الموقع, وللمشرفين عليه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فنقول ابتداء: نحن نكتب في الصفحة الرئيسية العربية من موقعنا التاريخ الهجري وحده, ونكتب معه التاريخ الميلادي في بعض الصفحات الداخلية, ولا شك أن الأصل هو كتابة التاريخ بالهجري, وقد كره بعض الفقهاء التأريخ بغير الأشهر العربية, كما قال ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
وقد كره الإمام أحمد - رحمه الله - أن يؤرخ بالأشهر الفرنجية، فقال: " أكره بأن يؤرخ بآذرما " لأن هذا خلاف ما سار عليه المسلمون ... اهــ .

ولكن نظرًا لأن التاريخ الميلادي هو المنتشر في العصور المتأخرة, ولا يكتب أكثر الناس إلا به, فهو داخل فيما عمت به البلوى, وإذا كان كذلك فلا حرج في كتابته مع التاريخ الهجري, قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: إذا ابتلينا وصار لا بد أن نذكر التاريخ الميلادي فليكن أولًا بالعربي الهجري الشرعي, ثم نقول: الموافق .. اهــ .

وعليه: فلا حرج في كتابة التاريخ الميلادي أيضًا, والاعتداد به في الأمور الدنيوية, ولا يعتبر ذلك حرامًا, كما بيناه في الفتوى رقم: 101288عن حكم التعامل والحساب بالأشهر الشمسية, وإنما يُعاب العدول عن التاريخ الهجري وعدم كتابته والاكتفاء بالتاريخ الميلادي.

ويجب الاعتداد بحساب الأشهر القمرية في حساب الأمور الشرعية, كالزكاة, والحج, والعدة, ونحوها مما يتعلق بأمر العبادة.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني