الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى تنزه المدرس عن قبول هدايا أولياء الأمور أو الطلاب

السؤال

فرج الله عنكم كروبكم لما تفرجون به على العباد ما يطرأ عليهم من مصائب.
توضيح للفتوى رقم: (2380134 ) أقول: الطالب لا يحتاج لذلك المدرس؛ لأنه الآن في مدينة أخرى, وقد أكمل الدراسة الثانوية, ولا ولاية للمدرس عليه, ولا يستطيع أن يميز هذا الطالب عن غيره, والله أعلم بالذي قصده ولي أمر الطالب من الهدية؛ لأنه أكمل الدراسة أصلًا, وتذكرت أيضًا أن أخت هذا الطالب تم نقلها لهذه المدرسة قبله بسنين, والغش منتشر في كل مكان من الريف خاصة, وكل سنة تتخرج من المدرسة دفعة بالغش, وبعد ذلك يكملون دراستهم أو يعملون بهذه الشهادات, وأنا أريد أن تكون هداية هذا المدرس على يدي, فأرجو إعانتي - بارك الله فيكم -, فأحد أبنائه لم يعد يأكل معهم؛ حتى أنهم ينادونه أحيانًا باليهودي, وهو الآن هزيل من قلة الأكل؛ لوسوسته أن يوجد في الطعام من منتجات الحيوانات التي تأكل من الهدايا, وقد ضاق من ذلك رغم أنهم مسلمون لقولهم إنها هدية, والطالب أكمل المدرسة, ولم يبق له سوى أخذ النتيجة, وقد يواصل دراسته بهذه الشهادة, فماذا يفعل المدرس؟ رغم أنه يرد بهدايا إلى والد الطالب, وإذا طلب والد الطالب – فرضًا - من المدرس إرسال الشهادة له فماذا يفعل؟ وإذا تاب فهل كل ما يصله من والد أي طالب حرام؟ رغم توبته, وعدم تكرار ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا لك سابقا أن الهدية إن قصد بها محاباة الطالب ومساعدته بالغش في الامتحانات ونحو ذلك من المقاصد السيئة، فهي محرمة، وهي من الرشوة، وأما إن قصد بالهدية مجرد التودد دون قصد غرض سيء فلا بأس بها، ولا سيما بعدما انتقل الابن وأكمل دراسته، فلم يعد احتمال غرض التأثير وطلب المحاباة واردًا.

وعليه: فلا نرى حرجًا في هدايا الأب للمدرس المذكور، ولا في إرسال المدرس لشهادة ابن صديقه إليه.

وإذا أردت نصيحة المدرس فبين له حرمة الغش, وسوء عاقبته من أجل محاربته والقضاء عليه في المدرسة، وليتعاون مع باقي المدرسين والإدارة وأهالي الطلاب في تلك المهمة؛ لأن حسنة القضاء عليها تنفع الجميع، ومفسدة بقائها تضرهم أيضًا. كما ينبغي أن تبين له أن الأولى هو التنزه عن قبول هدايا أولياء الأمور أو الطلاب مطلقًا سدًّا لباب الرشوة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني