الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تابت من مشاهدة المسلسلات وتنصح أسرتها بترك مشاهدتها

السؤال

أنا بنت في 17 من عمري، ومثل معظم الشباب اعتدت أن أشاهد الكثير من المسلسلات وأتأثر بها, والحمد لله تاب الله علي, لكن المشكلة أن أحد المسلسلات التي اعتدت أن أشاهدها أعجبت أمي وإخوتي وصاروا متعلقين به ويتابعونه, وهو مسلسل مليء بالإيحاءات والمناظر غير المقبولة, وإخوتي صغار يا شيخ وأمي هي المسؤولة والمتحكمة غالبا, وقد حاولت التلميح لها أكثر من مرة وفهمت قصدي لكن رأيها أنها لا ترى أن فيه ما يضر كثيرا وترى أن مشاهدته ليست مشكلة كما أخبرتني, فماذا أفعل؟ وهل سيكون علي وزرهم جميعا؟ وأيضا عائلتي مترابطة جدا ويحبون الاجتماع كثيرا لكن للأسف اجتماعاتهم مختلطة, وأنا لا أدري هل أتجنب كل اللقاءات؟ مع أنني أخشى أن أمتنع فأصبح قاطعة للرحم, وفي نفس الوقت لا أرتاح للجلوس معهم كثيرا حيث يكثر المزاح والأحاديث الشخصية, أرجوكم أجيبوني فقد بعثت سؤالا من قبل ولم يصل إلي رد وأنا بحاجة لإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد تبت من مشاهدة هذه المسلسلات ونصحت أمك وإخوتك بترك مشاهدتها، فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.

قال القرطبي رحمه الله: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: مَعْنَى الْآيَةِ: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ بَعْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ.

وأما جلوسك مع العائلة حال اختلاط النساء بالرجال الأجانب، فإن كان الاختلاط على وجه مريب أو يشتمل على أمور محرمة فلا يجوز لك الجلوس معهم على تلك الحال، وصلة الرحم لها وسائل متعددة وليست مقصورة على تلك الجلسات، أما إذا كان الاجتماع منضبطا بضوابط الشرع فلا حرج فيه، كما بيناه في الفتوى رقم: 10463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني