الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تطلب علم التفسير والحديث والسيرة

السؤال

هذا رقم فتوى من قبل ولم يكمل السؤال: 197639، أريد أن أعرف كيف أبدأ في علم التفسير ثم السنة والسيرة وهكذا؟ لأنه تعذرت علي تكملة معهد العلوم الشرعية, وعندي تفسير الشيخ ابن عثيمين وتفسير أضواء البيان وتفسير ابن القيم وأبي بكر الجزائري، وكلما أقرأ أنسى فقررت تدوين ما أقرأ لتفسير كل آية من هذه الكتب على أمل أن أعلم كيف أقرأ فيما بعد ـ إن شاء الله ـ وأستفيد من هذا التلخيص في تفسير الآيات للأخوات، وهذا يأخذ مني وقتا طويلا في التجميع والتلخيص خصوصا أنني ما زلت أحفظ القرآن وعندي طفل، فوقتي كله لا أستطيع تسخيره لهذا، فما رأيكم في هذا؟ وما رأيكم في كتاب نظم الدرر؟ أنا تائهة فيه، والسيرة هل أفعل معها هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك العون على مواصلة العلم وتعليمه وهذه الكتب التي ذكرت كتب مهمة، وكتب التفسير كثيرة، ولكن ينبغي الابتداء بالكتب الميسرة ثم التدرج في الطلب بعد ذلك، فينبغي لطالب العلم البدء بتفسير مختصر كتفسير الجلالين، وزبدة التفسير، ومختصر تفسير ابن كثير، ثم ينتقل إلى تفسير متوسط، كتفسير البغوي، وتفسير ابن سعدي، وتفسير الجزائري وابن كثير، والشوكاني، ثم ينتقل إلى المطولات، كتفسير الطبري، والقرطبي، وأضواء البيان للشنقيطي.
وأما في الحديث: فإنا ننصحك أن تبرمجي برنامجا يبدأ فيه بصغار العلم قبل كباره، فقد برمج المحدثون كتبهم على قسمين أساسيين:

1ـ كتب تتحدث عن الإيمانيات والرقائق والترغيب والترهيب.

2ـ كتب تتحدث عن الأحكام والمسائل الشرعية.

فابدئي بمختصرات كل منهما ثم واصلي شيئا فشيئا، فابدئي بالأربعين النووية، وهي جامعة لنماذج من القسمين، ثم خذي بعد عمدة الأحكام للمقدسي ورياض الصالحين للنووي، ثم توسعي بعد ذلك فخذي المنتقى في الأحكام مع شرحه نيل الأوطار، وخذي الترغيب للمنذري في الرقائق والإيمانيات، ثم اقرئي بعد ذلك الأمهات كالصحيحين وكتب السنن.

وأما في السيرة: فإن من أحسن الكتب التي يحسن الابتداء بها: نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للخضري، وتهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون، والرحيق المختوم للمباركفوري، والسيرة النبوية لعلي الصلابي، وكتاب السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري، وكتاب صحيح السيرة النبوية لمحمد العلي، وزاد المعاد لابن القيم بتحقيق الأرنؤوط، وصحيح السيرة النبوية للألباني.

وعليك أن تجتهدي وتبذلي ما في وسعك للجمع بين طلب العلم وتربية الطفل والمشاركة في أعمال المنزل، وهذا يحتاج إلى تنظيم للوقت، وترك لأنواع الفضول، واشتغال بمعالي الأمور، فإن تزاحمت المصالح بعد ذلك فينبغي تقديم الأهم، وهذا يختلف بحسب اختلاف الإمكانات والمواهب، وظروف البيئة ومتطلباتها، فإن تعسرت متابعة الدراسة في المعهد فيمكن الاستفادة من أشرطة أهل العلم وكتبهم، ومما يثبت العلم أن تحضري درسا من الكتب وتقومي بالقائه على زميلاتك، وراجعي في علاج النسيان وفي المزيد عما تقدم الفتاوى التالية أرقامها: 8563، 22996، 17167، 102953، 59910، 49770 57232.

وأما نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي: فهو كتاب عظيم في بابه، وصاحبه من كبار العلماء، وقد أثنى على الكتاب الشوكاني عند ترجمته للبقاعي في كتابه البدر الطالع على هذا العالم بقوله: إنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف.
ثم وصف كتابه نظم الدرر بقوله: ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء، الجامعين بين علمي المعقول والمنقول، وكثيرا ما يشكل علي شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني