الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقصير في طلب العلم الواجب مع إمكان التعلم ذنب

السؤال

ما حكم قول: إنني لا أريد أن أعرف حكم شيء في الإسلام – كالإسبال مثلًا - أو لا أريد أن أتفقه في شيء؛ كي لا أحاسب في ذلك الأمر - بإذن الله - لكوني كنت أجهله؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتقصير في طلب العلم الواجب مع إمكان التعلم هو في نفسه ذنب يؤاخذ الإنسان به، ويجب التوبة منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وترك العلم بالحجة المذكورة في السؤال إنما هو خدعة من خدع الشيطان وتلبيسه على ابن آدم, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 106395, وراجع لمعرفة القدر الواجب المتعين من العلم الشرعي الفتويين: 56544، 123456.

ثم إن الجاهل إذا تعرض لمسألة شرعية لا يعلم حكمها: وجب عليه سؤال أهل العلم، كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 43] [الأنبياء: 7] قال السعدي: الآية عامة في كل مسألة من مسائل الدين أصوله وفروعه، إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها، ففيها الأمر بالتعلم والسؤال لأهل العلم.. اهـ.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا سألوا إذ لم يعلموا؛ فإنما شفاء العي السؤال. رواه أبو داود, وابن ماجه, وأحمد، وصححه الألباني. والعِيُّ هو: التحير والجهل. قال ابن عبد البر في التمهيد: يلزم كل مؤمن ومؤمنة إذا جهل شيئًا من أمر دينه أن يسأل عنه. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني