الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب في ذكر الله نفسه في القرآن بصيغة الجمع

السؤال

لديّ سؤال لم يجبني عنه أحد، وقد سألت عنه كثيرًا، وهو: لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بالجمع وليس بالمفرد، والله واحد أحد لا شريك له؟ فمثلًا يقول في كتابه العزيز: "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا"، ويقول: "أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ"، وهناك الكثير؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن القرآن العظيم نزل بلغة العرب، ومن ثم؛ كانت أساليبه في التعبير على نمط أساليبهم في الكلام؛ لأنه نزل -كما قال تعالى-: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ {الشعراء:195}

وإذا تقرر هذا؛ فإنه من المعلوم عند من له دراية بلغة العرب أن الرجل إذا أراد أن يعظّم نفسه، ينزلها منزلة الجمع، فبدلًا من أن يقول: أنا فعلت كذا، يقول: نحن فعلنا كذا، قال صاحب المعجم الوسيط: نحن: ضمير يعبر به الاثنان، أو الجمع المُخْبِرون عن أنفسهم، وقد يعبِر به الواحد عند إرادة التعظيم.

ومما لا ريب فيه أن الله تعالى متصف بصفة العظمة، فإذا ما أخبر سبحانه عن نفسه بهذه الصفة، فهي صفة وافقت موصوفها.

فإذا قال العظيم: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، إلى غيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى، فلا يظن السائل أن في هذا تعارضًا مع وحدانية الله سبحانه، كلا، وإنما هو من باب التعظيم، الذي درج العرب على استعماله في خطابهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني