الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار الدين السيئة على المدين

السؤال

هل دعاء المدين: اللهم اقض عني ديني ـ تنفع إذا كان الدائن شديد الملاحقة ولا يستطيع أن يسدد؟ وما هو الشيء الذي يفعله الدين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعاء نافع ودافع على كل حال، فهو مفتاح كل باب، ووسيلة كل خير، وبه يقضي الله تعالى حاجات العباد مهما عسرت، ومهما يئسوا منها، ولا تتعاظم على كرم الله وجوده حاجة مهما كانت، لكن لا بد للداعي أن يتهم نفسه ويتفقد أسباب الإجابة ويتفطن لموانعها، ويراعي الآداب المطلوبة لذلك، ولا يستجعل الإجابة ولا يقنط من رحمة الله تعالى، وراجع الفتويين التاليتين: 2395، 33345.

وأما قولك: ما هو الشيء الذي يفعله الدين ـ فلم ندر ما مرادك منه، لكن إن كنت تسأل عن الآثار التي يتركها الدين على المدين؟ فقد أخرج المناوي في فيض القدير: إياكم والدين فإنه هم بالليل ومذلة بالنهار.

قال: هم بالليل، لأن اهتمامه بقضائه والنظر في أسباب أدائه يسلبه لذة نومه، ومذلة بالنهار فإنه يتذلل لغريمه ليمهله، هذا تحذير شديد عن ارتكاب الدين لا سيما لمن لا يرجو له وفاء، وقيل: الدين قد يعدم الدين.

وفي التذكرة الحمدونية: قال حكيم: الدّين مجمع كلّ بؤس، همّ بالليل وذلّ بالنهار، وهو ساجور الله في أرضه، فإذا أراد أن يذل عبدا جعله طوقا في عنقه.

وقال القرطبي: وأما النهي عن أخذه ـ إن صح ـ فإنما ذلك لمن لم تدعه إليه حاجة، لما يطرأ من تحمله من الأمور التي ذكرناها، من الإذلال، والمطالبة، وما يخاف من الكذب في الحديث، والإخلاف في الوعد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني