السؤال
أنا سيدة شخصيتي ليست بالقوية، طيبة، ولا أمتاز باللسان السليط، فمثلاُ من الممكن أن تكون شهاداتي أفضل من شهادات زميلتي في العمل لكنها تستطيع أن تحصل على علاوة، أما أنا فلشخصيتي الضعيفه وطيبتي فلا أستطيع، فهل يحث الإسلام على طيبة القلب، مع العلم أن قوة الشخصية ليست بيدي إنما هي مخلوقة بداخلي، مع العلم أنني مع الحق تكون شخصيتي قوية، لكنني أخجل وأحترم هذا وذاك، فما رأي الشرع في ذلك؟ وهل يحث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام على طيبة القلب والاحترام الزائد للناس؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فنرجو أن تكون الأخت السائلة على خير ـ إن شاء الله ـ ما دامت سليمة اللسان طيبة القلب، ولا شك أن الشرع جاء بمدح من كان طيب القلب خاليا من الضغائن والأحقاد، كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ, قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ. رواه الترمذي.
كما جاء الشرع بمدح من كان سليم اللسان، كما في حديث: الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. متفق عليه.
وأيضا حديث: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ. رواه أحمد والترمذي.
والمتصف بهذه الصفات الحميدة لا يعني أنه ضعيف الشخصية، بل ضعيف الشخصية من يتأثر بغيره في الأخلاق السيئة ويكون إمعة إن أساء الناس أساء، فلتحمد الله تعالى الأخت السائلة على ما رزقها من هذه الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة, ولتحذر من التأثر بنساء سليطات اللسان، وما أقبح المرأة إذا كانت سليطة اللسان صفيقة الوجه أو مسترجلة تتشبه بالرجال، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنْ النِّسَاءِ. رواه أبو داود.
أَيْ الْمُتَشَبِّهَة فِي الْكَلَام وَاللِّبَاس بِالرِّجَالِ.
والله أعلم.