السؤال
أنا فتاة عمري عشرون عامًا, وقد مضت عليّ فترة ضيعت فيها بعض الصلوات - فترات طويلة أحيانًا, وفترات متقطعة أحيانا أخرى, مع بعض الصلوات التي كان عليّ أن أقضيها من وقت الدورة الشهرية - ولكني تكاسلت عن قضائها, ومر حوالي سبع سنوات ولم أقضِ هذه الصلوات, ولكني - الحمد لله - مؤخرًا تبت من ترك الصلاة وتأخيرها, ولكن مشكلتي هي أنني أشعر بالندم الشديد لتضييعي كل تلك الصلوات, وأخاف أن أدخل النار بسببها - خاصة أن عددها كبير, ولا يمكنني تذكرها - وسوف يشق عليّ قضاؤها كلها, فهل أكتفي بصلاة السنن والنوافل تعويضًا عما ضيعته من صلوات, أم عليّ أن أقضيها كلها إذا أردت أن يغفر الله لي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالصلوات التي فاتتك بسبب العادة الشهرية لا يلزمك قضاؤها, بل لا يُشرع لك أن تقضيها؛ لأن الحائض لا تقضي الصلاة وإنما تقضي الصوم, وأما الصلوات التي تركتها كسلًا فإنه يجب عليك قضاؤها في قول جمهور أهل العلم - ولو كانت كثيرة -.
وإذا لم تعلمي عددها فاجتهدي في تقديرها, واقضي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به, ولا تطالبين بقضائها كلها بطريقة تشق عليك, وإنما تقضين كل يوم منها ما لا مشقة فيه.
وذهب بعض الفقهاء إلى أن من ترك الصلاة كسلًا لم يُشرع له قضاؤها, وإنما يكثر من النوافل, ويتوب إلى الله تعالى, وقد قدمنا كل هذا بالتفصيل في عدة فتاوى, فانظري الفتوى رقم: 96477 عن التفريط في الصلاة وما يفعل بالفوائت المتراكمة, والفتوى رقم: 158285 عن ما يلزم من عليه فوائت في أوقات مختلفة يجهل عددها, والفتوى رقم: 177467عن كيفية القضاء لمن كان يترك الصلاة أحيانًا, والفتوى رقم: 61320عن كيفية قضاء الفوائت, وكذا الفتوى رقم: 191317.
والله تعالى أعلم.