الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجبر المعتوه ومن في حكمه على التكاليف الشرعية

السؤال

لدي أخت مريضة بالصرع ولديها تأخر في نمو العقل وكانت تصلي ولله الحمد وعمرها يقارب 22 عاما ولكن منذ سنة واحدة إذا طلبنا منها أن تصلي ترفض وتقول لا أستطيع الصلاة ولا حتى الصوم فنحن في حيرة من ذلك فماذا نفعل هل نجبرها على الصلاة علما أنها كانت تصلي بمجرد سماع الأذان أما الآن فهي لا تعرف ترتيب بعض إخوتها في السن فهي تقول فلان أكبر من فلان والعكس صحيح ونعلمها الصحيح وسرعان ما تنسى فأسأل الله العزيز الحكيم أن يشفيها ويشفي جميع مرضى المسلمين والمسلمات أفتونا في ذلك ولكم جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيراً ........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العقل هو أساس التكليف، فمن كان مجنوناً أو معتوهاً، لا تصح تصرفاته شرعاً ولا تترتب عليه آثارها.
والذي يظهر من حال هذه الأخت أنها في حالة أشبه بحال المعتوه، وإذا كان الأمر كذلك فإنها غير مكلفة، فلا تجبر على الصلاة ولا على شيء من التكاليف الشرعية.
قال ابن قدامة في المغني: (والمجنون غير مكلف، ولا يلزمه قضاء ما ترك حال جنونه، إلا أن يفيق وقت الصلاة، فيصير كالصبي يبلغ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن.
ولأن مدته تطول غالباً فوجوب القضاء عليه يشق، فعفي عنه).
انتهى كلامه.
فنسأل الله تعالى لهذه الأخت الشفاء، وعليكم طلب العلاج لها، لا سيما الرقية الشرعية، والدعاء لها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني