السؤال
توفي أبي، وهذا ما حدث معه في آخر نصف ساعة: توضأ وهو على فراش المرض وصلى الصبح وقرأ القرآن ولم يستطع قراءة ورده اليومي، بل قرأ ما تيسر له ثم استمع للقراءة عن طريق التليفزيون، وبعدها بنصف ساعة توفي، وعند خروج الروح كان جبينه يمطر عرقا، فقلت له تشهد يا والدي، فقال أشهد أن بصوت مسموع وأكملها ولكن لم نسمعها واضحة، لأن الروح كانت قد وصلت الحلقوم وكان والدي مريضا بالفشل الكلوي، وآخر دعاء سمعته منه في اليوم السابق لوفاته أنه يريد الله عز وجل أن يشفيه بقدر ذهابه وعودته فقط إلى المساجد، فهل هذا حسن خاتمة؟ والدي كان محافظا على الصلاة في المساجد وقراءة القرآن يوميا والزكاة والصيام والاستغفار في شبابه وشيخوخته وأداء العمرة والحج، وجاء بعد عشرة أيام من وفاته لزوج أختي في ثياب بيضاء وأخبره أنه مبسوط وبخير، فهل أستبشر بذلك وأحسبه عند الله شهيدا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الرحمة لوالدكم وأن يحسن عزاءكم فيه، وأما ما ذكرته عنه من النطق بالشهادتين عند الموت، ومن كونه كان جبينه يمطر عرقا، ومن كونه توضأ وقرأ ما تيسر من القرآن عند وفاته: فهو مبشر ودليل ـ إن شاء الله ـ على حسن خاتمته.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه أحمد وأبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن يموت بعرق الجبين. رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه.
قال العلماء: أي يشتد الموت على المؤمن بحيث يعرق جبينه من الشدة لتمحيص ذنوبه أو لتزيد درجته.
وأما من مات على عمل صالح.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل.. رواه الترمذي وحسنه، ووافقه الألباني.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قالوا: وكيف يستعمله ؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح ـ ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرطهما ـ وصححه الألباني.
وفي رواية: إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه. رواه أحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.