السؤال
أريد أن أسأل عن تعريف القراءات بأنواعها المختلفة: (متواترة، مشهورة، شاذة) وما هي القراءة التي تخالف اللغة ؟ وكيف تخالف قراءة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم النص العثماني ؟ وهل يمكن أن تصح قراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتخالف اللغة ؟
أريد أن أسأل عن تعريف القراءات بأنواعها المختلفة: (متواترة، مشهورة، شاذة) وما هي القراءة التي تخالف اللغة ؟ وكيف تخالف قراءة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم النص العثماني ؟ وهل يمكن أن تصح قراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتخالف اللغة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
القراءة المتواترة اصطلاحًا هي: القراءة التي رواها جَمْعٌ عن جَمْع، يستحيل تواطؤهم على الكذب، وكانت موافقة للرسم العثماني، ووافقت العربية ولو بوجه من وجوه اللغة. ويدخل في هذا النوع قراءات الأئمة السبعة المتواترة.
جاء في منجد المقرئين لابن الجزري: كل قراءة وافقت العربية مطلقا، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديرا، وتواتر نقلها، هذه القراءة المتواترة المقطوع بها. انتهى.
والقراءة المشهورة في الاصطلاح: القراءة التي صح سندها، وبلغت مبلغ الشهرة، ووافقت العربية ولو بوجه من وجوهها، ووافقت الرسم العثماني، إلا أنها لم تبلغ درجة التواتر.
قال ابن الجزري أيضا: وأما القراءة الصحيحة فهي على قسمين: الأول ما صح سنده بنقل العدل الضابط، عن الضابط كذا إلى منتهاه، ووافق العربية، والرسم، وهذا على ضربين: ضرب استفاض نقله، وتلقاه الأئمة بالقبول، كما انفرد به بعض الرواة، وبعض الكتب المعتبرة، أو كمراتب القراء في المد ونحو ذلك، فهذا صحيح مقطوع به أنه منزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة كما نبين حكم المتلقى بالقبول، وهذا الضرب يلحق بالقراءة المتواترة، وإن لم يبلغ مبلغها كما سيجيء.انتهى
والقراءة الشاذة: كل قراءة خالفت الرسم العثماني، ولو صحَّ سندها، ووافقت العربية. ويُمَثَّل لهذا النوع من القراءات بقراءة ابن مسعود- رضي الله عنه- لقوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {المائدة:38}. إذ قرأ بدل: { أيديهما } ( أَيْمانهما ). وقراءته أيضًا لقوله تعالى: فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة:89}. بزيادة ( متتابعات ) وقراءة عائشة رضي الله عنها لقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى {البقرة:238} إذ قرأت الآية: ( والوسطى صلاة العصر ) وكقراءة ابن عباس- رضي الله عنهما- لقوله تعالى: وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا {الكهف:79}. حيث قرأها: ( وكان أمامهم ملك...) .
قال ابن الجزري، بعد أن ذكر نحو هذه الأمثلة: فهذه القراءة تسمى اليوم شاذة، لكونها شذَّت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحًا. انتهى.
وقد تكون القراءة صحيحة الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم لكنها مخالفة لرسم المصحف العثماني، فتكون شاذة كما ذكرنا قريبا في تعريف القراءة الشاذة.
والقراءات التي صح سندها عن النبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيها شيء مخالف للغة العرب من كل وجه ـ حسب علمنا ـ وكيف يكون ذلك وهو أفصح العرب؟ كما قال السيوطي في كتابه المزهر في اللغة: أفصحُ الخَلْق على الإطلاقَ سيدُنا، ومولانا رسول اللّه، حبيب رب العالمين جلَّ وعلا. اهـ.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 201538، والفتوى رقم: 44576 ، والفتوى رقم: 21627
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني