الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في حكم الرسوم الكرتونية لذوات الأرواح

السؤال

ما حكم رسم الشخصيات الكرتونية عموماً؟ وإذا كان محرما، فما حكم رسم رأس ومعالم الوجه كاملة إلى الرقبة أو إلى الصدر بحيث يكون النصف الآخر مقطوعا كلياً لا تمكن الحياة بدونه؟ وما حكم رسم الجسم كاملا دون معالم الوجه ـ لا عين ولا أنف ولا غيرهما ـ والوجه ممحو تماما؟ وما حكم رسم الجسم كاملاً من الخلف، بحيث لا يظهر الوجه، أو رسم نصف الجسم من الخلف مع محو النصف الآخر دون حياة؟ الرجاء الإفادة، فأنا على وشك الالتحاق بمسابقة لرسم قصص مصورة أحكي فيها عن تاريخ العرب، بدلاً من القصص المصورة الأجنبية التي فيها الكثير من الشركيات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن حكم الرسوم الكرتونية عموما، فراجعي فيه الفتوى رقم: 47050، وما أحيل عليه فيها.

وأما عن الجزئيات التي عددتها فنجمل الجواب عنها فيما يلي: قد رأى بعض أهل العلم جواز كل رسم خلا مما لا تقوم الحياة إلا به ـ كالرأس بلا بدن، وكالبدن بلا رأس ـ كما بينا في الفتوى رقم: 136256.

قال ابن قدامة في المغني: وإن قطع منه ما لا يبقى الحيوان بعد ذهابه كصدره أو بطنه أو جعل له رأس منفصل عن بدنه لم يدخل تحت النهي، لأن الصورة لا تبقى بعد ذهابه، فهو كقطع الرأس.

وقال أيضا: وكذلك إذا كان في ابتداء التصويرة صورة بدن بلا رأس، أو رأس بلا بدن، أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان لم يدخل في النهي، لأن ذلك ليس بصورة حيوان.

وبناء على هذا، فما كان من هذه الرسوم مطموس المعالم أو مقطوعا منه ما لا تصح الحياة إلا به، فلا بأس به، وما اختل فيه هذا الضابط فلا يجوز رسمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني