الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعراض العالم عن الدليل عند خفائه على غير المتخصص سائغ

السؤال

أنا طالب بكلية الطب، فهل أدرس المواد المتعلقة بعورات النساء؟ أم أمتنع عنها؟ والمشكلة أنني لا أعرف هل هناك ضرورة أم لا؟ وهل الطبيبات لا يكفين؟ وهل هن أكفاء أم لا؟ وهل الضرورات التي تظهر في المستشفيات حقيقية أم ناتجة عن تقصير الناس وعدم اهتمامهم بالبعد عن حدود الله؟ وهل امتناعي ودعوتي لزملائي للامتناع هو ما سيكشف لي الحقيقة ويضطرهن لتحمل مسئوليتهن؟ وهل إن أصبح جزء من هذا النظام وأنا أشك في كل هذا فيه شبهه؟ وهل من مؤسسة أو أي شيء يوفر لي هذه المعلومات؟ أم أتماشى مع ما يحدث حتى يمكنني الله وأطبق أحلامي؟ أرجو الاستدلال بأدله من القرآن والسنة، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يسعنا أن نحددّ لك وقوع الضرورة من عدمه، ولا في ماهية الضرورات الموجودة في المستشفيات هل هي حقيقية أو ليست كذلك؟ لاختلاف كلّ هذه الأمور من بلد إلى بلد ومن حال لحال، فليس لغير المطلع عليها سبيل إلى البت في أمرها، وأما عن المؤسسة التي توفر المعلومات عن هذا الشأن: فلا علم لنا بشيء في ذلك الصدد، وعن حكم دراسة الطالب للمواد المتعلقة بعورات النساء: نحيلك فيه على الفتويين رقم: 38536، ورقم: 109950.

وأما عن إقامة الدليل من القرآن والسنه: فمثل هذه الجزئيات قائمة في مدركها بالأساس على الاجتهاد والاستنباط، فالخوص في تدليلها قد يطول فيشوّش على غير المتخصصين، وقد ذكر أهل العلم أن الإعراض عن الدليل عند خفائه سائغ للعالم إذا سئل، قال في المراقي:

ولك أن تسأل للتثبت عن مأخذ المسؤول لا التعنت.

وهو عليه غاية البيان إن لم يكن عذر في الاكتنان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني