الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا علاقة لمرض الشخص بما هو مذكور في السؤال

السؤال

السلام عليكم... ما مدى صحة محتوى القصة:مدرس اجتماعيات.. ترك له والده مكتبة.. ومن كثرة ما قرأ أصبح مهلوساً..وهو يشرح في الحصة يخرج عن الموضوع..من شدة الهلوسة..وقال الأطباء له إن ماله علاج.. وذهب إلى المشايخ.. وقالوا له يمكن هو قرأ قراءات غير مجازة له..( يعني سوراً من القرآن)

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالقرآن الكريم هو أفضل ذكر يذكر العبد به ربه، قال تعالى:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
وإن من أعظم فوائد الذكر، اطمئنان القلب وارتياح النفس، قال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
وقال تعالى عن القرآن:كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان:32].
وهذا يدل على أن القرآن يقوي القلب والعقل ويثبتهما، لا أنه يسبب ضعفهما أو إزالتهما.
وليس في القرآن سور يختص بقراءتها بعض الناس دون بعض، بل للعبد أن يقرأ ما يشاء منه، لقوله تعالى:فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل:20].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. رواه مسلم.
ولو افترضنا أنه قرأ القرآن ببعض القراءات المعروفة دون أن يجاز فيها من المشايخ، وكان قصده بذلك التعلم لا الاستهزاء، فهل يؤدي ذلك إلى إصابته بالجنون أو العته؟
والجواب: لا، لقوله صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، وهذا الذي يقرؤه، وهو عليه شاق يتتعتع فيه، له أجران اثنان. رواه أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط.
أما إذا كان قرأها للاستهزاء والسخرية، فقد يحصل له عقاب دنيوي وقد لا يحصل، فهو معلق بمشيئة الله تعالى.
وبالجملة فلا علاقة بين المرض الذي أصاب الأخ المذكور، وبين ما ادعاه الشيخ الذي سألتموه، والذي نخشاه أن يكون الشيخ المذكور من الأدعياء لعلم الغيب، فلا يكون شيخاً كما ذكرتم، بل يسمى في عرف الشرع كاهناً.
وبما أن الأطباء قد أخبروا أنه لا علاج له عندهم، وهم أهل الذكر في هذا المجال، فإنهم يصدقون، لقوله تعالى:فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].، وقولهم لا ينفي وجود علاج عند غيرهم، فالله تعالى يقول:وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً [الإسراء:82].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله -عز وجل- داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
فعليكم إذاً أن تطلبوا العلاج لهذا الأخ المريض نسأل الله له الشفاء، ولمعرفة الرقية الشرعية بشروطها، يراجع الفتوى رقم:
4310، ولمعرفة من يحذر منهم في الرقية وغيرها يراجع الفتوى رقم:
6347.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني