الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية رد الحقوق إلى أهلها

السؤال

إخوتي الأعزاء أنا شاب ابتليت بالوسواس بسبب ذنب ارتكبته في مرحلة من مراحل عمري، وقد أجبتم على هذا الموضوع من قبل، ولكن أنا أحتاج إلى الإجابة بتفصيل أكبر نظرا لأنني أعاني من الوسوسة في هذا الموضوع. فأرجو منكم المساعدة:
عندما كنت شابا في الثانوية كنت مبتلى بالسرقة، وكنت أسرق من بعض السوبرماركت والبقالات، وبعض المحال، وكنت أسرق من والدي، وقريب لي، وزملائي في المدرسة، وبعض البوفيات للسندوتشات، وصور السن توب من البقالات والسوبر ماركت، ودعامة للدراجة.
والآن بعد أن بلغت الخامسة والعشرين من عمري تبت إلى الله، والتزمت ولله الحمد والمنة. وبعد توبتي حاولت أن أصلح أخطائي وكان منها هذا الخطأ العظيم، مع العلم أنني عندما كنت أسرق كنت لا أصلي.
والآن عندما تبت لم أستطع تقدير مقدار المسروقات بالضبط، ولكن غلب على ظني أنها 300 ريال، فتبرعت بها بنية التصدق عن من سرقت منهم.
ثم بعد فترة أتتني وساوس أن هذا المبلغ لا يكفي، وكنت في إحدى البلدان العربية فأخرجت 500 ريال مرة أخرى بما يعادلها في ذلك البلد بنية التصدق عمن سرقت منهم, ثم سمعت فتوى بأن هذا لا يجزئ، ويجب رد الحقوق إلى أهلها.
وقد يصعب علي ذلك من عدة نواح وهي كالآتي:
1- في السوبر ماركت وعلى ما أعلم أن أي نقص في الميزانية يخصم من الكاشير أو المحاسب، وأنا لا أعلم من كان المحاسب في تلك الفترة، وخصوصا أنه يوجد أكثر من محاسب أو كاشير، وقد يصعب علي أيضا الوصول إلى أصحاب محلات السوبرماركت.
2- كذلك البقالات على نفس السياق لا أعلم أين المحاسب وقد ذهب، والبقالات الأخرى لا أذكر حتى أين هي؛ لأن هذه السرقة كانت قبل 7 سنوات أو أكثر.
3- إحدى البوفيات قد باعها من كان يعمل بها ولا أعلم أين هو , والأخرى موجودة ولكن لا أعلم بكم أكلت منها ولم أدفع، ولا أعلم ممن خصمت تلك المبالغ بالضبط، ولا أظن أنها تتجاوز الـ 20 ريالا.
4- زملائي في المدرسة لا أعلم أين هم ويصعب علي إيجادهم.
5- والدي يصعب علي أن أصارحه بهذا الكلام، والمبلغ الذي سرقته منه لا أظن أنه يتجاوز الـ 50 ريالا.
6- قريبي هذا يصعب علي جدا أن أصارحه بهذا الموضوع، خصوصا أنه عصبي جدا، وقد يرتكب حماقة ما، والمبلغ الذي سرقته منه قد لا يتجاوز الـ 50 ريالا أيضا في أغلب الظن.
وأنا الآن أعاني من الوسوسة، وأن الله لن يقبل توبتي؛ لأني أكلت الحرام، وأن جسدي نبت من السحت والنار أولى به.
وقد توقفت عن الدعاء؛ لأنني أظن أن الله لن يستجيب لي؛ لأنني أكلت الحرام وجسدي نبت منه.
أرجوكم أفيدوني فإني أخاف من الانتكاسة لا قدر الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، ويزيدك حرصا على الخير، ونبشرك بفضل الله وسعة رحمته، ونحذرك من الوساوس بل أحسن ظنك بربك، وافعل ما تقدر عليه، وما عجزت عنه فلا لوم عليك فيه. فالله تعالى لطيف بعباده، رحيم بهم، وهو سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها. والواجب عليك أن توصل الحقوق إلى أصحابها الذين تعرفهم كأبيك وقريبك، ولا يلزم أن تخبرهم بما وقع بل المقصود أن يحصل رد الحق إليهم بأي طريق؛ وانظر الفتوى رقم: 139763.

وأما الحقوق التي تعجز عن معرفة أصحابها، أو عن الوصول إليهم لرد حقوقهم، فيجزئك الصدقة عنهم بمقدار تلك الحقوق. غفر الله لك، وأعانك على طاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني