الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نذر أن لا يفعل معصية مدة معينة وقبل انقضاء المدة فعلها فكيف يكفر عنها؟

السؤال

قبل عام أو عامين نذرت أن لا أفعل معصية مدة معينة، وقبل انقضاء المدة فعلتها، ونسيت الآن هل كنت نويت أنني إذا فعلت المعصية أن أكفر عنها بكيس من الأرز - كزكاة عيد الفطر - أم نويت أن أكفر عنها بقيمته نقدًا، أم غير ذلك؟ مع العلم أنني كنت أعتقد أن كفارة الوفاء بالنذر ثابتة لا تتغير، ولا أذكر الآن ما كنت أعتقده، وقد كنت تلفظت بالنذر, ولا أذكر هل تلفظت بكفارته أم نويتها فقط؟ وقد تأخرت عن عدم التكفير؛ لأنني كنت في ذاك الوقت غير موظف، كنت طالبًا لا أملك ما أكفر به، وأعتقد أنني كنت أظنها إطعام مساكين - كزكاة الفطر - فماذا أفعل - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نذر ترك المعصية اختلف فيه أهل العلم، فمذهب الجمهور أنه لا ينعقد؛ لأن ترك المعصية واجب بالشرع أصلًا, ونذره تحصيل حاصل، وذهب بعضهم إلى أنه ينعقد, وأن على من خالف نذره في ذلك كفارة ككفارة اليمين، وانظر الفتويين رقم: 98197، ورقم: 34499.

ولذلك، فإن الذي عليك الآن هو التوبة, والندم, والاستغفار, واجتناب المعاصي، ولو أخرجت كفارة يمين لمخالفة النذر لكان أحوط؛ لقول بعض أهل العلم بذلك ـ كما أشرنا ـ.

والكفارة تكون بأحد الأمور التالية: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تجد أحد هذه الثلاثة تكون بصيام ثلاثة أيام، وانظر الفتوى رقم: 204.

وما ذكرت من نسيان نيتك بما ستكفر به، أو عدم علمك بالكفارة .. لا يترتب عليه شيء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني