الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حضور الصحابيات دروس النبي مع الصحابة في المسجد

السؤال

هل يجوز الالتحاق بجامعة مختلطة ‏‏(لغير الضرورة الملحّة ) إن جلست ‏الفتاة في الخلف، وحافظت على نفسها، ‏وتجنبت الكلام مع الشباب ومخالطتهم ‏؟
وكيف نرد على من يقول بأن الفتيات ‏يجب أن يتعلمن، فإن لم تتوفر ‏الجامعات غير المختلطة يجب أن ‏يلتحقن بالجامعات المختلطة؛ وذلك ‏لنزيد من رقيّ أمتنا وتطورنا العلمي ‏؟
وهل يجوز الذهاب إلى محاضرات ‏تثقيفية عامة مختلطة (خارج ‏الجامعة) إن جلس الذكور في جهة، ‏والإناث في جهة أخرى ؟
‏ ثم إنني علمت أن النبي محمدا عليه ‏الصلاة والسلام كان يعطي درسًا ‏للصحابة على حدة، ومن ثم يذهب إلى ‏الصحابيات ويعطيهن درسًا آخر، ‏وأنه خصص يومًا لهنّ. وبالمقابل في ‏إحدى الفتاوى لحضرتكم قرأت بأنه ‏يجوز حضور محاضرة مختلطة ‏على أن يكون الرجال والنساء كل ‏يجلس في جهة ؟ ‏
أفتوني رجاءً فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الاختلاط على الوضع الذي هو عليه في كثير من الجامعات اليوم، أمر محرم، وسبب في كثير من المفاسد والشرور. وعلى هذا فالواجب الحذر من الالتحاق بمثل هذه الجامعات، ما لم تكن هنالك ضرورة ملجئة للالتحاق بها، أو حاجة تقارب الضرورة كعدم وجود جامعات بديلة لا اختلاط فيها، فالواجب على المسلم والمسلمة حينئذ الانضباط بضوابط الشرع، فإن حصل تفريق في المجلس بين الجنسين مع غض البصر، والستر لما يجب ستره، فيجوز إن شاء الله مواصلة الدراسة عند أمن الفتنة.

وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 5310
ولا حرج في حضور المحاضرات إن حصل الفصل بين الجنسين؛ كما قدمنا بالفتوى رقم: 9855

وأما الحاجة لتعلم البنات فهي واقعة فعلا، ولكن ذلك لا يكون على حساب دينهن، وأعراضهن، فحفظ الدين، والنفس، والعرض مقدم على ما سواه.

وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم خصص للنساء يوما يستقبلهن فيه، فهو ثابت، فقد أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن، وأمرهن...

ولكن هذا لا يدل على منع حضور الدروس المنضبطة بالشرع، فإن النساء كن يحضرن الدروس مع الرجال في المسجد في بعض الأحيان؛ كما في صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: سمعت نداء المنادي: منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينادي الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم. فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: « ليلزم كل إنسان مصلاه ». ثم قال « أتدرون لم جمعتكم »؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ...اهـ.

وروى أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق بابا، ثم يرخي سترا، ثم يقضي حاجته، ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك. ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها، وترخي سترها، فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها. فقالت امرأة سفعاء الخدين: والله يا رسول الله إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون. قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق، فقضى حاجته منها، ثم انصرف وتركها. رواه البزار وله شواهد تقويه، وحسنه الشيخ الألباني.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني