السؤال
تشاجرت في المنزل مشاجرة كبيرة مع أهلي وكان أبي نائما واستيقظ على صوت المشاجرة وتحولت المشاجرة معه، وحينها تعاركت مع أخي وجرحت يدي نتيجة لتكسر الزجاج وكنت في حالة غضب شديد ورأى أبي الدماء، فقال لوالدتي أنت طالق طالق طالق، وكان في حالة غضب شديد من منظر الدماء ومشاجرتي مع أخي ولم يكن في نيته الطلاق وقتها، لأنه كان نائما، وترك المنزل 6 شهور حتى الآن، ويعتقد أن الطلاق قد وقع مع العلم أنه طلق والدتي من قبل طلقتين قال في إحداهما: إذا خرجت من المنزل ستكونين طالقا، وقد تجاوز 60 من العمر، وأمي أيضا كبيرة في السن، فهل يجوز أن يعودا مرة أخرى أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الزوج لزوجته: أنت طالق طالق طالق ـ إن نوى به واحدة أو لم ينو شيئا وقعت طلقة واحدة، وإن نوى به الثلاث وقعت ثلاثا، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 116418.
والغضب لا يمنع وقوع الطلاق إلا في حالة عدم وعي صاحبه، وقوله قبل ذلك في إحدى المرتين السابقتين: إذا خرجت من المنزل ستكونين طالقا ـ وقد خرجت، فقد وقع الطلاق ولو لم ينو الطلاق، هذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء وهو الراجح عندنا وراجع الفتوى رقم: 19162.
وبهذا يتبين أنه قد حصلت البينونة الكبرى بينهما، وراجع الفتوى رقم: 30332، ففيها بيان أنواع الطلاق.
وينبغي التنبه إلى خطورة الشيطان وحرصه على فساد ذات البين وقطيعة الأرحام بزرع الفتنة والتفريق بين الأحبة، فانظر كيف أوقع بينك وبين أخيك، مما أدى إلى إيذاء أبيك وإيقاظه من نومه مذعورا، وفي هذا نوع من العقوق، ثم ما ترتب على ذلك من إيقاعه الطلاق على أمك مما كان سببا في البينونة الكبرى.
والله أعلم.