السؤال
أنا محافظة على الصلوات منذ سنة ونصف تقريبا ولكن قبل ذلك كنت لا أصلي كل الفرائض وأحيانا لا أصلي أبدا فهل يجب قضاء تلك الصلوات أم تكفي التوبة ؟؟
واذا لم تكن تكفي ومت قبل أن أقضيها هل أحاسب عليها ؟؟؟ علما أن لدي قضاء 5أو6 سنوات
وهناك سؤال آخر وهو: أحيانا تفوتني صلاة أو صلاتين في اليوم بسبب النوم وأقضيها عندما أستيقظ ..فهل بهذه الحالة أكون من الذين لا يحافظون على صلاتهم؟؟ مع العلم أني أستيقظ قليلا وقت الصلاة ثم يغلبني النوم فما الحكم؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}،
وما أقدمت عليه من ترك الصلاة أحيانا من أكبر الذنوب والمعاصي، ولا يعتبر كفرا مخرجا عن الملة على القول الراجح. لكن يجب عليك الآن المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مع قضاء جميع الصلوات المتروكة بناء على مذهب الجمهور وهو الراجح عندنا، وإذا حصل تفريط منك في القضاء مع القدرة عليه فإنك آثمة وستحاسبين بعد الموت على هذا المنكر إذا لم يشملك عفومن الله تعالى ومغفرة ، وراجعي الفتوى رقم: 128781.
ومن عليه فوائت كثيرة قضاها حسب استطاعته بما لا يضر ببدنه أو معاشه؛ كما في الفتوى رقم: 70806، والفتوى رقم :61320.
وبخصوص السؤال الثاني فجوابه أنك إذا لم تتعمدي إخراج الصلاة عن وقتها، وإنما غلبك النوم حتى خرج وقت الصلاة فلا إثم عليك، فإن النائم مرفوع عنه القلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. رواه مسلم. لكن من أهل العلم من يرى وجوب الأخذ بأسباب الاستيقاظ، وأن النائم إذا قصر في ذلك لحقه الإثم وتعرض للوعيد، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 119406.
والله أعلم.