الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في أحكام المني والمذي

السؤال

أود أولًا أن أشكركم كثير الشكر على هذا الموقع المتميز، الذي كثيرًا ما خفف معاناة أناس لم يجدوا من يساعدهم، سائلًا الله عز وجل أن لا يحرمكم الأجر والثواب، أما سؤالي فهو: من استيقظ ووجد في لباسه بللا وبكمية متوسطة ليست بقليلة، فهل يمكن أن يكون ذلك مذيا علما أني لا أجد فيه الصفات التي أجدها في المني، حيث إنه يبدو لي بعد جفافه من أثره المتبقي في جسدي أنه شفاف وأقل لزوجة، وحتى الرائحة فهي خفيفة، ولا أظنها رائحة طلع، فهي ليست كتلك التي أجدها في المني- وقد كنت لعدة سنوات بعد أن أستيقظ أكتشف بللا في سروالي مع عدم تذكري أني رأيت رؤيا مثيرة فأعتبره -بعد التأكد من اختلافه عن المني الذي يخرج لي أحيانا، بالنظر والشم- مذيا فلا أغتسل.... ولكن ما أثار مخاوفي أني سمعت يقال بأن المذي لا يكون إلا في اليقظة وبكمية قليلة جدا (قطرات).. فهل صحيح ما كنت أفعله من اعتبار ذلك مذيا عن جهل مني بهذه المعلومة وبمعلومة كانت عندي من أهلي أن البلل قد يكون منيا أو مذيا ثم ما حكم كل تلك الصلوات والصيام الذي قمت بهم بعد كل مرة يحدث لي ذلك إلى أن أغتسل بسبب جنابة تيقنت منها أو لصلاة جمعة.
ومعلومة قد تكون مهمة هو أني والحمد لله غير مدمن على العادة السرية وعدد المرات التي غرني فيها الشيطان تكاد تكون مهملة منذ بلوغي سن الرشد ....*رجاء أريد أن تبينوا لي الشيء الصحيح فأنا خائف من أن يكون علي غسل وأخاف من ربي أن يعاقبني، أرجوكم ساعدوني وجاوبوني بالتفصيل.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا صفة المني والمذي والفرق بينهما بالفتوى رقم: 131658، وبينا خلاف العلماء في من استيقظ فوجد بللا لا يدري ما هو بالفتوى رقم: 118140، وبينا كيفية تطهير المذي من البدن والثوب في الفتوى رقم: 50657، ورجحنا في الفتوى رقم: 64005. أن من شك في الخارج منه هل هو مني أو مذي فإنه يتخير بينهما، وبمراجعتك لهذه الفتاوى يتبين لك أنك إذا تحققت أن الخارج منك هو المني فقد وجب عليك الغسل، وإن تحققت أنه مذي فقد وجب عليك الوضوء وأن تطهر ما أصابه من بدنك وتنضح ما أصاب ثيابك منه بالماء، وإن شككت هل الخارج مني أو مذي فإنك تتخير عند الشافعية -وهو المفتى به عندنا- ، فإن جعلته مذيا فإنك تغسل ذكرك وأنثييك وتطهر ثيابك وتتوضأ، وإن جعلته منيا فإنك تغتسل، ولا يلزمك تطهير الثياب؛ لأن الراجح طهارة المني ، وانظر لمزيد الفائدة والتفصيل الفتوى رقم: 129245.

وأما كون المذي لا يكون إلا في اليقظة وبكمية قليلة جدا، فليس بلازم، وقد يكون قبل النوم لا سيما إذا ذكرت شهوة. وعليه؛ فلا يلزمك شيئ ، لكن يُشرع لك -إذا شئت- أن تحتاط فيما يستقبل بأن تجعل له حكم كليهما فتطهر ما أصاب بدنك وثوبك من هذا الخارج، وتتوضأ عملا بكونه مذيا، وتغتسل عملا بكونه منيا.

وقد بينا بالفتوى رقم: 219538 ، وتوابعها تحريم العادة السرية ، وكيفية التوبة منها ، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني