الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من خرج منه سائلا في نومه ولا يدري هل هو مني أم مذي

السؤال

إذا رأيت في منامي وكأن شخصاً ما جامعني، وبعد استيقاظي من النوم تذكرت ذلك، ورأيت سائلا. كيف أتيقن أن ذلك السائل مني أو مذي؛ لأنه لا تنطبق عليه صفات المني حيث كان قليلا وشفافا، وبعض منه أبيض بشيء بسيط جداً، ولم تكن له رائحة، ولم أشعر بلذة أو رجفة أثناء نومي؛ حيث إنني في أغلب الأحيان أشعر بذلك.
أيضا أثناء مشاهدة التلفاز قد تمر لحظات حميمية بين الممثلين كـالقبل، والاحتضان .........
في غالب الأحيان بعد الذهاب لدورة المياه- أكرمكم الله- أجد سائلا في ملابسي، والإفرازات في الأنثى كثيرة. هل ذلك السائل مني وإن لم تنطبق عليه شروط المني ويجب علي الغسل أم هو مذي يوجب الوضوء فقط؟
وشكراً ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتويين: 45075، 50195 وتوابعهما، الفرق بين المني، والمذي فراجعيها.

وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو مذي فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت منهما كما هو مذهب الشافعية، وهو المفتى به عندنا؛ وانظري الفتوى رقم: 64005، وبما ذكر يزول عنك الإشكال، فإذا تيقنت أنه قد خرج منك مني وجب عليك الغسل، وإذا تيقنت أنه قد خرج منك مذي وجب عليك الوضوء، وتطهير ما أصاب بدنك وثوبك منه.

وننبهك على أن الشعور باللذة أثناء النوم ليس من شرط كون الخارج منياً.

قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف عن خروج المني يقظة بغير دفق ولا لذة: تَنْبِيهٌ: مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ: ( فَإِنْ خَرَجَ لِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ يُوجِبْ ) الْيَقْظَانُ, فَأَمَّا النَّائِمُ إذَا رَأَى شَيْئًا فِي ثَوْبِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ احْتِلَامًا وَلَا لَذَّةً، فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ الْغُسْلُ، لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا. اهـ.

ولا يفوتنا أن ننبهك -أختَنا الكريمة- إلى تحريم مشاهدة هذه المشاهد، وأن المؤمنة مأمورة بغض بصرها؛ قال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...(31) " سورة النور.

وراجعي الفتوى رقم: 40633.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني