الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة كثيرة الشك بخروج المذي

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة أعاني من مشكلة المذي، في البداية كنت بعد كل صلاة تقريبا أذهب إلى الحمام لأنظر هل خرج مني أم لا؟ لأنني كنت أحس بخروج شيء في أغلب الصلوات، وكنت ألمس بإصبعي فرجي وما حوله فألمس بأصبعي داخل المهبل فأرى سائلا شفافا يميل للبياض قليلا، وما حول الفرج أرى نقاطا صغيرة أو طويلة بيضاء قليلا كأنها ورق المناديل عندما يصيبه ماء، ومن ثم تجف، فكنت أعيد أغلب صلواتي لأن الظاهر أنه مذي، وذات مرة تطهرت بالماء ومسحت بالمناديل ـ وكنت من قبل أفعل هكذا أيضا ـ ولمست مرة أخرى فرجي وما حوله قبل خروجي من الحمام فوجدت به كالعادة نقاطا صغيرة... إلخ، وما وصفته لكم جزمت بأنه المناديل المتبقية لأنه من المستحيل أن يخرج أو يجف بهذه السرعة، أو أنه سلس، فطبقت حكمه وارتحت كثيرا ـ ولله الحمد ـ ولم أعد أعيد صلواتي وأصبحت أتوضأ لكل صلاة وأضع حائلا على فرجي لئلا يصيب ملابسي ولئلا أحس بخروج شيء إلى الآن، وبعد أيام نظرت بالمرآة لفرجي وما حوله فرأيت بياضا خفيفا فمسحته بإصبعي فرأيت ما كنت أراه من قبل فصدمت بعد أن عرفت بأنه مذي جاف الظاهر أنه مذي ـ والله أعلم ـ وكنت أعتقد أنه بقايا المناديل! وهنا بدأت المشكلة، فأصبحت قبل كل صلاة أدخل الحمام وأقضي فيه نصف ساعة أو أربعين دقيقة أو ساعة لأتطهر من هذا المذي وهذا شيء يتعبني جدا، فأحيانا يخرج وقت الصلاة وأنا ما زلت أتطهر منه، لا أعلم حقا ما العمل؟ أريد أن أتطهر منه في وقت قصير فلم أستطع، وبعد أيام شككت هل هذا المذي سلس أم أنه بسبب الفرك! فإذا قلنا إنه سلس، فهل يجب أن أتطهر منه قبل كل صلاة، وإذا قلنا إنه بسبب الفرك فماذا أعمل؟ وأيضا أجده بداخل المهبل فأطهر ما استطعت منه من الأطراف، وليس بتعمق للداخل، فأنا فتاة عذراء وأخشى فقدان عذريتي، وأفكر بشهوة، والآن لست متأكدة حقا هل هو بالتأكيد مذي أم لا؟ لأنني أحيانا أرى سائلا شفافا لزجا يتمطط، أرجوكم ثم أرجوكم بعد الله أن تساعدوني وتجيبوا كل أسئلتي، فأنا متعبة جدا وفي حيرة من أمري ومرهقة من هذا الوضع وقصرت كثيرا في الخشوع في صلواتي وكرهت نفسي وأنا خائفة أن يؤثر هذا الفرك علي، لأنني قرأت أن له بعض الأضرار، أريد أن أتوضأ قبل النوم أو قراءة القرآن أو لأصلي الليل والضحى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح جدا أنك مصابة بالوسوسة، ومن ثم، فإننا ننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا، وانظري الفتوى رقم: 51601.

ولا تفتشي وتبحثي عن المذي، بل مهما شككت في خروجه ولو شكا كبيرا فأعرضي عن الشك ولا تعيريه اهتماما وابني على الأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء، قال ابن باز ـ رحمه الله تعالى فيمن شك في خروج المذي: وما دام عندك شك ولو قليلا ولو واحد في المائة لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم وأنه ليس بصحيح. انتهى.

وإذا تحققت من خروج المذي، فإن تطهيره يكون بصب الماء على الموضع المتنجس ونضح ما أصاب الثياب منه وراجعي الفتوى رقم: 50657.

وإذا كان ما يخرج منك من رطوبات الفرج، فإنها طاهرة، لكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.

وضابط الإصابة بالسلس وما يلزم المصاب به قد بيناه في الفتوى رقم: 119395.

وخلاصة ما ننصحك به لتستريحي من هذا العناء هو أن تتجاهلي هذه الوساوس ولا تعيريها اهتماما، وإذا أردت الصلاة فتوضئي وصلي دون اكتراث بتلك الشكوك، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني