السؤال
أصبت بوسواس في الصلاة والوضوء.... وعمري 13 عاما، وتركت الصلاة بسبب الوسواس وعمري14 عاما، وبعدها أصبحت أتركها متعمدا عالما بالتحرم وعمري 16 عاما، وتبت إلى الله توبة نصوحا، فهل يجب علي قضاء ما فاتني أم لا؟
كما أرجو شرح هذه الآية: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك إلى التوبة النصوح، ونسأله سبحانه أن يثبتك عليها، واعلم أن ترك الصلاة لأجل الوساوس منكر عظيم فاحذر أن تسترسل بعد ذلك مع الوساوس فتؤدي بك إلى ترك الصلاة مستقبلًا ـ عياذًا بالله ـ وراجع بشأن الوساوس وعلاجها الفتوى رقم: 10355، وما أحيل عليه فيها.
وأما عن قضاء ما تركته من صلوات: فقد اختلف العلماء في وجوب قضاء الصلوات الفائتة لمن تركها عمدًا، وجمهور العلماء على وجوب القضاء، وهذا هو الأحوط والأسلم، وهو المفتى به عندنا، كما سبق في الفتويين رقم: 196067، ورقم: 65785.
وكذلك يجب عليك قضاء ما تركته من صلوات قبل ذلك بسبب الوسواس، أو غيره، إن كنت قد بلغت الحلم آنذاك، وراجع بشأن علامات البلوغ الفتوى رقم: 26889، وما أحيل عليه فيها.
وراجع بخصوص كيفية قضاء الفوائت الفتويين رقم: 61320، ورقم: 96477.
وأما تفسير الآية: فننقل لك فيه كلام بعض المفسرين، جاء في تفسير الجلالين: وإني لغفار لمن تاب ـ من الشرك: وآمن ـ وحد الله: وعمل صالحا ـ يصدق بالفرض والنفل: ثم اهتدى ـ باستمراره على ما ذكر إلى موته. وقال الجزائري في تفسيره: وقوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ـ يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم، فآمن وعمل صالحا أي أدى الفرائض واجتنب المناهي، ثم استمر على ذلك ملازما له حتى مات.
والله أعلم.