الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحركات العباد من خلق الله تعالى، لا من فعله

السؤال

يا شيخ عندي سوال وأريد الجواب في أقرب وقت: مثلا لو شخص تكلم، أو حرك يده. هل أستطيع أن أقول إن هذا الكلام والفعل من الله لأنه هو الذي خلقه أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كل تحركات العباد من خلق الله تعالى، كما يدل له قول الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ. [الصافات:96].
وعموم قوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}. وقوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ {الزمر:62}.

ولما رواه البخاري في كتابه: خلق أفعال العباد، والحاكم والديلمي، وصححه الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يصنع كل صانع وصنعته. وفي لفظ: إن الله خالق كل صانع وصنعته. وزاد البخاري في آخر الحديث.. وتلا بعضهم عند ذلك (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) . وقال البخاري عقبه: فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة، وعلى هذا أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً، ولله الحمد والمنة. اهـ.

فإذا حرك العبد يده، فالفعل فعل العبد، والله خالق للعبد ولفعله. ولا يجوز أن يقال: هذا فعل الله، فالعبد هو الذي يصلي، ويصوم ويحج، وهو الذي يزني، ويسرق، ويقتل، ولا يقال: هذا الفعل فعله الله، ولكن يقال: الله خالق للعبد ولفعله؛ لأنه هو الخالق له وللإرادة التي يفعل بها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني