السؤال
انتشر في المنتديات موضوع بعنوان: (التأمين الرباني) أرجو أن تفتوني في مدى صحته، وهل يجوز إطلاق لفظ تأمين رباني عليه؟؟
وهذا نصه:
التأمين الثلاثي على الحياة:
((التأمين الأول)):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من صلى الصبح فهو في ذمة الله}.
((التأمين الثاني)):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاةٍ مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
((التأمين الثالث)):
((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). قال صلى الله عليه وسلم: من قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة. ومن قالها من الليل موقناً بها، فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة}.
التأمين ((ضد المصائب الفُجائية)):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يُمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. ثلاث مرات، لم يصبه فجأة بلاء حتى يُصبح. ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي)
((التأمين الشامل)):
هذا تأمين شامل يحفظك ضد كل المخاطر الدينية، والدنيوية عامةً: ((اللهم يا من لا تضيع ودائعه، أستودعك نفسي وديني، وبيتي، وأهلي ومالي، وخواتيم أعمالي فاحفظنا بما تحفظ به عبادك الصالحين.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرته السائلة من الأدعية والأذكار قد ثبت في النصوص الترغيب فيه؛ فقد أخرج مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء, فيدركه, فيكبه في نار جهنم.
وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه. ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في أول يومه، أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة. والحديث صححه الألباني.
وأما حديث سيد الاستغفار فقد رواه البخاري، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستودع الله تعالى بعض أصحابه ويقول: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. رواه ابن ماجه وغيره، وقال الشيخ الألباني: صحيح.
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل إذا استودع شيئا حفظه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
وما دامت الأدلة المذكورة في هذه التحصينات ثابتة، فلا حرج في الدعوة للأذكار والأعمال الصالحة بهذه الطريقة؛ فقد ألف ابن الجزري كتابا في الأذكار سماه: الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين. كما ألف الدكتور القحطاني كتابه: حصن المسلم .
وقد أطلق عبارة تأمين رباني بعض كبار العلماء المعاصرين منهم العلامة الشيخ الشعراوي، والدكتور الزحيلي ولم نر من أنكر ذلك.
وقال القرطبي في تفسيره: "المؤمن" أي المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب. وقيل: المؤمن الذي يؤمن أولياءه من عذابه، ويؤمن عباده من ظلمه، يقال: آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف، كما قال تعالى: وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش: 4]. فهو مؤمن. اهـ.
والله أعلم.